Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 30-32)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : قصدك . الثاني : دينك ، قاله الضحاك . الثالث : عملك ، قاله الكلبي . { لِلدِّينِ حَنِيفاً } فيه ستة تأويلات : أحدها : مسلماً ، وهذا قول الضحاك . والثاني : مخلصاً ، وهذا قول خصيف . الثالث : متبعاً ، قاله مجاهد . الرابع : مستقيماً ، قاله محمد بن كعب . الخامس : حاجّاً ، قاله ابن عباس . السادس : مؤمناً بالرسل كلهم ، قاله أبو قلابة . { فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } فيها تأويلان : أحدهما : صنعة الله التي خلق الناس عليها ، قاله الطبري . الثاني : دين الله الذي فطر خلقه عليه ، قاله ابن عباس والضحاك والكلبي يريد به الإسلام وقد روى عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مِن فِطْرةِ إِبْرَاهِيمَ السُّوَاكُ " ومن قول كعب بن مالك : @ إن تقتولنا فدين الله فطرتنا والقتل في الحق عند الله تفضيل @@ { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : لا تبديل لدين الله ، قاله مجاهد وقتادة . الثاني : لا تغيير لخلق الله من البهائم أن يخصي فحولها ، قاله عمر بن الخطاب وابن عباس وعكرمة . الثالث : لا تبديل خالق غير الله فيخلق كخلق الله ، لأنه خالق يخلق ، وغيره مخلوق لا يخلق ، وهو معنى قول ابن بحر . ويحتمل رابعاً ، لا يشقى من خلقه سعيداً ولا يسعد من خلقه شقيّاً . { ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } فيه تأويلان : أحدهما : ذلك الحساب البين ، قاله مقاتل بن حيان . الثاني : ذلك القضاء المستقيم ، قاله ابن عباس . { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أي لا يتفكرون فيعلمون أن لهم خالقاً معبوداً وإلهاً قديماً : قوله : { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : مقبلين إليه ، قاله يحيى بن سلام والفراء . الثاني : داعين إليه ، قاله عبيد بن يعلى . الثالث : مطيعين له ، قاله عبد الرحمن بن زيد . الرابع : تائبين إليه من الذنوب ، ومنه قول أبي قيس بن الأسلت : @ فإن تابوا فإن بني سليم وقومهم هوازن قد أنابوا @@ وفي أصل الإنابة قولان : أحدهما : أن أصله القطع ومنه أخذ اسم الناب لأنه قاطع فكأن الإنابة هي الانقطاع إلى الله عز وجل بالطاعة . الثاني : أن أصله الرجوع مأخوذ من ناب ينوب إذا رجع مرة بعد مرة ومنه النوبة لأنها الرجوع إلى عادة . قوله تعالى : { مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ } أي أوقعوا فيه الاختلاف حتى صاروا فرقاً وقرىء { فَارَقُواْ دِينَهُم } أي تركوه وقد قرأ بذلك علي رضي الله عنه وهي قراءة حمزة والكسائي وفيهم أربعة أقاويل : أحدها : أنهم اليهود ، قاله قتادة . الثاني : أنهم اليهود والنصارى ، قاله معمر . الثالث : أنهم الخوارج من هذه الأمة ، وهذا قول أبي هريرة ورواه أبو أمامة مرفوعاً . الرابع : أنهم أصحاب الأهواء والبدع ، روته عائشة مرفوعاً . { وَكَانُواْ شِيَعاً } فيه وجهان : أحدهما : فرقاً ، قاله الكلبي . الثاني : أدياناً ، قاله مقاتل . ويحتمل ثالثاً : أنهم أنصار الأنبياء وأتباعهم . { كُلُّ حِزْبٍ } أي فرقة . { بِمَا لَدَيْهِمْ فِرِحُونَ } أي بما عندهم من الضلالة . { فَرِحُونَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : مسرورون ، قاله الجمهور . الثاني : معجبون ، قاله ابن زيد . الثالث : متمسكون ، قاله مجاهد .