Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 11-19)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { فاستفتهم أهم أشد خلقاً } فيه وجهان : أحدهما : فسلهم قال قتادة ، مأخوذ من استفتاء المفتي . الثاني : فحاجِّهم أيهم أشد خلقاً ، قاله الحسن . { أم مَنْ خلقنا } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : من السموات والأرض والجبال ، قاله مجاهد . الثاني : من الملائكة ، قاله سعيد بن جبير . الثالث : من الأمم الماضية فقد هلكوا وهم أشد خلقاً منهم ، حكاه ابن عيسى . { إنَّاخلقناهم مِن طينٍ لازبٍ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : لاصق ، قاله ابن عباس منه قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : @ تعلم فإن الله زادك بسطة وأخلاق خير كلها لك لازب @@ الثاني : لزج ، قاله عكرمة . الثالث : لازق ، قاله قتادة . والفرق بين اللاصق واللازق أن اللاصق هو الذي قد لصق بعضه ببعض ، واللازق هو الذي يلزق بما أصابه . الرابع : لازم ، والعرب تقول طين لازب ولازم ، وقال النابغة : @ ولا تحسبون الخير لا شر بعده ولا تحسبون الشر ضربة لازب @@ نزلت هذه الآية في ركانة بن زيد بن هاشم بن عبد مناف وأبي الأشد ابن أسيد بن كلاب الجمحي . قوله عز وجل : { بل عجبت ويسخرون } وفي { عجبت } قراءتان : إحداهما : بضم التاء ، قرأ بها حمزة والكسائي ، وهي قراءة ابن مسعود ، ويكون التعجب مضافاً إلى الله تعالى ، وإن كان لا يتعجَّبُ من شيء لأن التعجب من حدوث العلم بما لم يعلم ، واللَّه تعالى عالم بالأشياء قبل كونها . وفي تأويل ذلك على هذه القراءة وجهان : أحدهما : يعني بل أنكرت حكاه النقاش . الثاني : هو قول علي بن عيسى أنهم قد حلّوا محل من يتعجب منه . والقراءة الثانية : بفتح التاء قرأ بها الباقون ، وأضاف التعجب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه قال : بل عجبت يا محمد ، قاله قتادة . وفيما عجبت منه قولان : أحدهما : من القرآن حين أعطيه ، قاله قتادة . الثاني : من الحق الذي جاءهم به فلم يقبلوه ، وهو معنى قول ابن زياد . وفي قوله { وتسخرون } وجهان : أحدهما : من الرسول إذا دعاهم . الثاني : من القرآن إذا تلي عليهم . قوله عز وجل : { وإذا ذكِّروا لا يذكرون } فيه وجهان : أحدهما : وإذا ذكروا بما نزل من القرآن لا ينتفعون ، وهو معنى قول قتادة . والثاني : وإذا ذكروا بمن هلك من الأمم لا يبصرون ، وهو معنى ما رواه سعيد . قوله عز وجل : { وإذا رأوا آيةً يَسْتَسْخِرُونَ } وفي هذه الآية قولان : أحدهما : أنه انشقاق القمر ، قاله الضحاك . الثاني : ما شاهدوه من هلاك المكذبين ، وهو محتمل . وفي قوله { يستسخِرون } وجهان : أحدهما : يستهزئون ، قاله مجاهد . الثاني : هو أن يستدعي بعضهم من بعض السخرية بها لأن الفرق بين سخر واستسخر كالفرق بين علم واستعلم . وقيل إن ذلك في ركانة بن زيد وأبي الأشد بن كلاب . قوله عز وجل : { فانما هي زجرةٌ واحدةٌ } أي صيحة واحدة ، قاله الحسن : وهي النفخة الثانية وسميت الصيحة زجرة لأن مقصودها الزجر . { فإذا هم ينظرون } يحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : البعث الذي كذبوا به . الثاني : ينظرون سوء أعمالهم . الثالث : ينتظرون حلول العذاب بهم ، ويكون النظر بمعنى الانتظار .