Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 23-29)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } أما قرينه ففيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه الملك الشهيد عليه ، قاله الحسن وقتادة . الثاني : أنه قرينه الذي قيض له من الشياطين ، قاله مجاهد . الثالث : أنه قرينه من الإنس ، قاله ابن زيد في رواية ابن وهب عنه . وفي قوله : { هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } وجهان : أحدهما : هذا الذي وكلت به أحضرته ، قاله مجاهد . الثاني : هذا الذي كنت أحبه ويحبني قد حضر ، قاله ابن زيد . قوله عز وجل : { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارِ عَنِيدٍ } في ألقيا ثلاثة أقاويل : أحدها : أن المأمور بألقيا كل كافر في النار ملكان . الثاني : يجوز أن يكون واحد ويؤمر بلفظ الاثنين كقول الشاعر : @ فإن تزجراني يابن عفان أنزجر وإن تدعاني أحم عرضاً ممنعاً @@ الثالث : أنه خارج مخرج تثنية القول على معنى قولك ألق ألق ، قف قف ، تأكيداً للأمر . والكفار [ بفتح الكاف ] أشد مبالغة من الكافر . ويحتمل وجهين : أحدهما : أنه الكافر الذي كفر بالله ولم يطعه ، وكفر بنعمه ولم يشكره . الثاني : أنه الذي كفر بنفسه وكفر غيره بإغوائه . وأما العنيد ففيه خمسة أوجه : أحدها : أنه المعاند للحق ، قاله بعض المتأخرين . الثاني : أنه المنحرف عن الطاعة ، قاله قتادة . الثالث : أنه الجاحد المتمرد ، قاله الحسن . الرابع : أنه المشاق ، قاله السدي . الخامس : أنه المعجب بما عنده المقيم على العمل به ، قاله ابن بحر . فأما العاند ففيه وجهان : أحدهما : أنه الذي يعرف بالحق ثم يجحده . الثاني : أنه الذي يدعى إلى الحق فيأباه . قوله عز وجل : { مَنَّاعٍ لِّلْخير } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه منع الزكاة المفروضة ، قاله قتادة . الثاني : أن الخير المال كله ، ومنعه حبسه عن النفقه في طاعة الله ، قاله بعض المتأخرين . الثالث : محمول على عموم الخير من قول وعمل . { مُعْتَدٍ مُرِيبٍ } في المريب ثلاثة أوجه : أحدها : أنه الشاك في الله ، قاله السدي . الثاني : أنه الشاك في البعث ، قاله قتادة . الثالث : أنه المتهم . قال الشاعر : @ بثينة قالت يا جميل أربتنا فقلت كلانا يا بثين مريب وأريبنا من لا يؤدي أمانة ولا يحفظ الأسرار حين يغيب @@ قال الضحاك : هذه الآية في الوليد بن المغيرة المخزومي حين استشاره بنو أخيه في الدخول في الإسلام فمنعهم . قوله عز وجل : { قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ } فيه وجهان : أحدهما : أن اختصامهم هو اعتذار كل واحد منهم فيما قدم من معاصيه ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه تخاصم كل واحد مع قرينه الذي أغواه في الكفر ، قاله أبو العالية . فأما اختصامهم في مظالم الدنيا ، فلا يجوز أن يضاع لأنه يوم التناصف . أحدها : أن الوعيد الرسول ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه القرآن ، قاله جعفر بن سليمان . الثالث : أنه الأمر والنهي ، قاله ابن زيد . ويحتمل رابعاً : أنه الوعد بالثواب والعقاب . قوله عز وجل : { مَا يُبَدَّلُ الْقَولُ لَدَيَّ } فيه أربعة أوجه : أحدها : فيما أوجه من أمر ونهي ، وهذا معنى قول ابن زيد . الثاني : فيما وعد به من طاعة ومعصية ، وهو محتمل . الرابع : في أن بالحسنة عشر أمثالها وبخمس الصلوات خمسين صلاة ، قاله قتادة . { وَمَآ أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ } فيه وجهان : أحدهما : ما أنا بمعذب من لم يجرم ، قاله ابن عباس . الثاني : ما أزيد في عقاب مسيء ولا أنقص من ثواب محسن ، وهو محتمل .