Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 6-11)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } فيه وجهان : أحدهما : من شقوق . الثاني : من فتوق ، قاله ابن عيسى إلا أن الملك تفتح له أبواب السماء عند العروج . قوله عز وجل : { وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } أي بسطناها . { وَألْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ } يعني الجبال الرواسي الثوابت ، واحدها راسية قال الشاعر : @ رسا أصله تحت الثرى وسما به إلى النجم فرع لا ينال طويل @@ { مِن كُلِّ زَوْجٍ } أي من كل نوع . { بَهِيجٍ } فيه وجهان : أحدهما : حسن ، مأخوذ من البهجة وهي الحسن . الثاني : سارّ مأخوذ من قولهم قد أبهجني هذا الأمر أي سرني ، لأن السرور يحدث في الوجه من الإسفار والحمرة ما يصير به حسناً . قال الشعبي : الناس نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ، ومن دخل النار فهو لئيم . قوله عز وجل : { تَبْصِرَةً } فيها ثلاثة أوجه : أحدها : يعني بصيرة للإنسان ، قاله مجاهد . الثاني : نعماً بصر الله بها عباده ، قاله قتادة . الثالث : يعني دلالة وبرهاناً . { وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن المنيب المخلص ، قاله السدي . الثاني : أنه التائب إلى ربه ، قاله قتادة . الثالث : أنه الراجع المتذكر ، قاله ابن بحر . وقد عم الله بهذه التبصرة والذكرى وإن خص بالخطاب كل عبد منيب لانتفاعه بها واهتدائه إليها . قوله عز وجل : { وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مََآءً مُّبَارَكاً } يعني المطر ، لأنه به يحيا النبات والحيوان . { فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ } فيها هنا وجهان : أحدهما : أنها البساتين ، قاله الجمهور . الثاني : الشجر ، قاله ابن بحر . { وَحَبَّ الْحَصِيدِ } يعني البر والشعير ، وكل ما يحصد من الحبوب ، إذا تكامل واستحصد سمي حصيداً ، قال الأعشى : @ لسنا كما إياد دارها تكريث ينظر حبه أن يحصدا @@ قوله عز وجل : { وَالنَّخْلَ بِاسَقَاتٍ } فيها وجهان : أحدهما : أنها الطوال ، قاله ابن عباس ومجاهد . قاله الشاعر : @ يا ابن الذين بفضلهم بسقت على قيس فزاره @@ أي طالت عليهم . ( الثاني ) أنها التي قد ثقلت من الحمل ، قاله عكرمة . وقال الشاعر : @ فلما تركنا الدار ظلت منيفة بقران فيه الباسقات المواقر @@ { نَضِيدٌ } أي منضود ، فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن النضيد المتراكم المتراكب ، قاله ابن عباس في رواية عكرمة عنه . الثاني : أنه المنظوم ، وهذا يروى عن ابن عباس أيضاً . الثالث : أنه القائم المعتدل ، قاله ابن الهاد . قوله عز وجل : { رِزْقاً لِلْعِبَادِ } يعني ما أنزله من السماء من ماء مبارك ، وما أخرجه من الأرض بالماء من نبات وحب الحصيد وطلع نضيد . { وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مِّيتاً كَذِلكَ الْخُرُوجُ } جعل هذا كله دليلاً على البعث والنشور من وجهين : أحدهما : أن النشأة الأولى إذا خلقها من غير أصل كانت النشأة الثانية بإعادة ما له أصل أهون . الثاني : أنه لما شوهد من قدرته ، إعادة ما مات من زرع ونبات كان إعادة من مات من العباد أولى للتكليف الموجب للجزاء .