Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 14-25)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَاْلْفَخَّارِ } فيه خمسة أقاويل : أحدها : أنه الطين المختلط برمل ، قاله ابن عباس . الثاني : انه الطين الرطب الذي إذا عصرته بيدك خرج الماء من بين أصابعك ، وهذا مروي عن عكرمة . الثالث : أنه الطين اليابس الذي تسمع له صلصلة ، قاله قتادة . الرابع : انه الطين الأجوف الذي إذا ضرب بشيء صلّ وسُمِع له صوت . الخامس : أنه الطين المنتن ، قاله الضحاك ، مأخوذ من قولهم صلَّ اللحم إذا أنتن . والمخلوق من صلصال كالفخار هو آدم عليه السلام . قال عبد الله بن سلام : خلق الله آدم من تراب من طين لازب ، فتركه كذلك أربعين سنة ، ثم صلصله كالفخار أربعين سنة ، ثم صوره فتركه جسداً لا روح فيه أربعين سنة ، فذلك مائة وعشرون سنة ، كل ذلك والملائكة تقول سبحان الذي خلقك ، لأمر ما خلقك . { وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارِ } فيه خمسة أقاويل : أحدها : أنه لهب النار ، قاله ابن عباس . الثاني : خلط النار ، قاله أبو عبيدة . الثالث : أنه [ اللهب ] الأخضر والأصفر [ والأحمر ] الذي يعلو النار إذا أوقدت ويكون بينها وبين الدخان ، قاله مجاهد . الرابع : أنها النار المرسلة التي لا تمتنع ، قاله المبرد . الخامس : أنها النار المضطربة التي تذهب وتجيء ، وسمي مارجاً لاضطرابه وسرعة حركته . وفي الجان المخلوق من مارج من نار قولان : أحدهما : أنه أبوالجن ، قاله أبو فروة يعقوب عن مجاهد . الثاني : أنه إبليس ، وهو قول مأثور . وفي النار التي خلق من مارجها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها من النار الظاهرة بين الخلق ، قاله الأكثرون . الثاني : من نار تكون بين الجبال من دون السماء وهي كالكلة الرقيقة ، قاله الكلبي . الثالث : من نار دون الحجاب ومنها هذه الصواعق وترى خلق السماء منها ، قاله الفراء . { رَبُّ الْمَشْرِقْينِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أن المشرقين مشرق المشس في الشتاء والصيف ، والمغربين مغرب الشمس في الشتاء والصيف ، قاله ابن عباس . الثاني : أن المشرقين مشرق الشمس والقمر ، والمغربين مغربهما . الثالث : أن المشرقين الفجر والشمس ، والمغربين الشمس والغسق وأغمض سهل بن عبد الله بقول رابع : ان المشرقين مشرق القلب واللسان ، والمغربين مغرب القلب واللسان . { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ } أما البحران ففيهما خمسة أوجه : أحدهما : أنه بحر السماء وبحر الأرض ، قاله ابن عباس . الثاني : بحر فارس والروم ، قاله الحسن ، وقتادة . الثالث : أنه البحر المالح والأنهار العذبة ، قاله ابن جريج . الرابع : أنه بحر المشرق وبحر المغرب يلتقي طرفاهما . الخامس : انه بحر اللؤلؤ وبحر المرجان . وأما { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ } ففيه ثلاثة أقاويل : أحدها : تفريق البحرين ، قاله ابن صخر . الثاني : إسالة البحرين ، قاله ابن عباس . الثالث : استواء البحرين ، قاله مجاهد . وأصل المرج ، الإهمال كما تمرج الدابة في المرج . { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبغِيَانِ } في البزخ الذي بينهما أربعة أقاويل : أحدها : أنه حاجز ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه عرض الأرض ، قاله مجاهد . الثالث : أنه ما بين السماء والأرض ، قاله عطية ، والضحاك . الرابع : أنه الجزيرة التي نحن عليها وهي جزيرة العرب ، قاله الحسن ، وقتادة . وفي قوله : { لاَّ يَبْغِيَانِ } ثلاثة أقاويل : أحدها : لا يختلطان لا يسيل العذب على المالح ولا المالح على العذب ، قاله الضحاك . الثاني : لا يبغي أحدهما على صاحبه فيغلبه ، قاله مجاهد ، وقتادة . الثالث : لا يبغيان أن يلتقيا ، قاله ابن زيد ، وتقدير الكلام ، مرج البحرين يلتقيان لولا البرزخ الذي بينهما أن يلتقيا . وقال سهل : البحران طريق الخير وطريق الشر ، والبرزخ الذي بينهما التوفيق والعصمة . { يَخْرُجُ مِنْهُمَا الَّلؤلُؤ وَالْمَرْجَانُ } وفي المرجان أربعة أقاويل : أحدها : عظام اللؤلؤ وكباره ، وقاله علي وابن عباس ، ومنه قول الأعشى : @ من كل مرجانة في البحر أخرجها تيارها ووقاها طينة الصدف @@ الثاني : أنه صغار اللؤلؤ ، قاله الضحاك وأبو رزين . الثالث : أنه الخرز الأحمر كالقضبان ، قاله ابن مسعود . الرابع : أنه الجوهر المختلط ، مأخوذ من مرجت الشيء إذا خلطته وفي قوله : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا } وجهان : أحدهما : ان المراد أحدهما وإن عطف بالكلام عليهما . الثاني : أنه خارج منهما على قول ابن عباس أنهما بحر السماء وبحر الأرض ، لأن ماء السماء إذا وقع على صدف البحر انعقد لؤلؤاً ، فصار خرجاً منهما . وفيه وجه ثالث : أن العذب والمالح قد يلتقيان فيكون العذب كاللقاح للمالح فنسب إليهما كما نسب الولد إلى الذكر والأنثى وإن ولدته الأنثى ، ولذلك قيل إنه لا يخرج اللؤلؤ إلا من موضع يلتقي فيه العذب والمالح . { وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَئَاتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلاَمِ } أما الجواري فهي السفن واحدتها جارية سميت بذلك لأنها تجري في الماء بإذن الله تعالى ، والجارية هي المرأة الشابة أيضاً سميت بذلك لأنه يجري فيها ماء الشباب . وأما المنشآت ففيها خمسة أوجه : أحدها : أنها المخلوقات ، قاله قتادة مأخوذ من الإنشاء . الثاني : أنها المحملات ، قاله مجاهد . الثالث : أنها المرسلات ، ذكره ابن كامل . الرابع : المجريات ، قاله الأخفش . الخامس : أنها ما رفع قلعه منها وهي الشرع فهي منشأة ، وما لم يرفع ليست بمنشأة ، قاله الكلبي . وقرأ حمزة { الْمُنشَئَاتُ } بكسر الشين ، وفي معناه على هذه القراءة وجهان : أحدهما : البادئات ، قاله ابن إسحاق والجارود بن أبي سبرة . الثاني : أنها يكثر نشأً بجريها وسيرها في البحر كالأعلام ، قاله ابن بحر . وفي قوله : { كَالأَعْلاَمِ } وجهان : أحدهما : يعني الجبال سميت بذلك لارتفاعها كارتفاع الأعلام ، قاله السدي . قالت الخنساء : @ وإن صخراً لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار @@ الثاني : أن الأعلام القصور ، قاله الضحاك . { يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ } فيه قولان : أحدهما : يسألونه الرزق لأهل الأرض فكانت المسألتان جميعاً من أهل السماء وأهل الأرض ، لأهل الأرض ، قاله ابن جريج وروته عائشة مرفوعاً . الثاني : أنهم يسألونه القوة على العبادة ، قاله ابن عطاء ، وقيل إنهم يسألونه لأنفسهم الرحمة ، قاله أبو صالح . قال قتادة : لا استغنى عنه أهل السماء ولا أهل الأرض ، قال الكلبي : وأهل السماء يسألونه المغفرة خاصة لأنفسهم ولا يسألونه الرزق ، وأهل الأرض يسألونه المغفرة والرزق .