Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 26-30)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } فيه قولان : أحدهما : أنه أراد شأنه في يومي الدنيا والآخرة ، قال ابن بحر : الدهر كله يومان : أحدهما : مدة أيام الدنيا ، والآخر يوم القيامة ، فشأنه سبحانه في أيام الدنيا الابتلاء والاختبار بالأمر ، والنهي ، والإحياء ، والأمانة ، والإعطاء ، والمنع ، وشأنه يوم القيامة الجزاء ، والحساب ، والثواب ، والعقاب . والقول الثاني : أن المراد بذلك الإخبار عن شأنه في كل يوم من أيام الدنيا . وفي هذا الشأن الذي أراده في أيام الدنيا قولان : أحدهما : من بعث من الأنبياء في كل زمان بما شرعه لأمته من شرائع الدين وكان الشأن في هذا الموضع هو الشريعة التي شرعها كل نبي في زمانه ويكون اليوم عبارة عن المدة . القول الثاني : ما يحدثه الله في خلقه من تبدل الأحوال وإختلاف الأمور ، ويكون اليوم عبارة عن الوقت . روى مجاهد عن عبيد بن عمير قال : كل يوم هو في شأن ، يجيب داعياً ، ويعطي سائلاً ، ويفك عانياً ، ويتوب على قوم ، ويغفر لقوم . وقال سويد بن غفلة : كل يوم هو في شأن ، هو يعتق رقاباً ، ويعطي رغاباً ، ويحرم عقاباً . وقد روى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } مِن شَأَنِهِ أَن يَغْفِرَ ذَنباً ، وَيَفْرِجَ كَرْباً ، وَيَرَفَعَ قَوماً ، وَيَضَعَ آخَرِينَ "