Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 27-40)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ الْيَمِينِ } فيه ستة أقاويل : أحدها : أنهم أصحاب الحق ، قاله السدي . الثاني : أنهم دون منزلة المقربين ، قاله ميمون بن مهران . الثالث : أنهم من أعطي كتابه بيمينه ، قاله يعقوب بن مجاهد . الرابع : أنهم التابعون بإحسان ممن لم يدرك الأنبياء من الأمم ، قاله الحسن . الخامس : ما رواه أسباط عن السدي : أن الله تعالى مسح ظهر آدم فمسح صفحة ظهره اليمنى فأخرج ذرية كهيئة الذر بيضاء فقال لهم ادخلوا الجنة ولا أبالي ، ومسح صفحة ظهره اليسرى فأخرج ذرية كهيئة الذر سوداء ، فقال لهم ادخلوا النار ولا أبالي ، فذلك هو قوله تعالى : { وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ } ، وقوله : { وَأصْحَابُ الْشِّمَالِ } . السادس : ما رواه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أصحاب اليمين الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً ثم تابوا بعد ذلك وأصلحوا . " { فِي سِدْرٍ مَّخضُودٍ } والسدر النبق ، وفي مخضود ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه اللين الذي لا شوك فيه ، قاله عكرمة ، وقال غيره لا عجم لنبقه ، يقال خضدت الشجرة إذا حذقت شوكها . الثاني : أنه الموقر حملاً ، قاله مجاهد . الثالث : المدلاة الأغصان ، وخص السدر بالذكر لأن ثمره أشهى الثمر إلى النفوس طمعاً وألذه ريحاً . { وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن الطلح الموز ، قاله ابن عباس ، وابو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ، والحسن ، وعكرمة . الثاني : أنها شجرة تكون باليمن وبالحجاز كثيراً تسمى طلحة ، قاله عبد الله بن حميد ، وقيل إنها من أحسن الشجر منظراً ، ليكون بعض شجرهم مأكولاً وبعضه منظوراً ، قال الحادي : @ بشرها دليلها وقالا غداً ترين الطلح والأحبالا @@ الثالث : أنه الطلع ، قاله علي ، وحكى أنه كان يقرأ : { وَطَلْعٍ مَّنضُودٍ } ، وفي المنضود قولان : أحدهما : المصفوف ، قاله السدي . الثاني : المتراكم ، قاله مجاهد . { وَظِلٍ مَّمْدُودٍ } أي دائم . ويحتمل ثانياً : أنه التام . { وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ } أي منصب في غير أخدود . ويحتمل آخر : أنه الذي ينسكب عليهم من الصعود والهبوط بخلاف الدنيا ، قال الضحاك : من جنة عدن إلى أهل الخيام . { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } يحتمل وجهين : أحدهما : لا مقطوعة بالفناء ولا ممنوعة من اليد بشوك أو بعد . وفيه وجه ثالث : لا مقطوعة بالزمان ولا ممنوعة بالأشجار . { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } فيها قولان : أحدهما : أنها الحشايا المفروشة للجلوس والنوم ، مرفوعة بكثرة حشوها زيادة في الاستمتاع بها . الثاني : أنهم الزوجات لأن الزوجة تسمى فراشاً ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " الوَلَدُ لِلْفرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ " قاله ابن بحر . فعلى هذا يحتمل وجهين : أحدهما : مرفوعات في القلوب لشدة الميل إليهن . الثاني : مرفوعات عن الفواحش والأدناس . { إِنَّآ أَنشَأناهُنَّ إِنشَآءً } يعني نساء أهل الدنيا ، وفي إنشائهن في الجنة قولان : أحدهما : يعني إنشاءهن في القبور ، قاله ابن عباس . الثاني : إعادتهن بعد الشمط والكبر صغاراً أبكاراً ، قاله الضحاك ، وروته أم سلمة مرفوعاً : { فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } فيه قولان : أحدهما : عذارى بعد أن كن غير عذارى ، قاله يعقوب بن مجاهد . الثاني : لا يأتيها إلا وجدها بكراً ، قاله ابن عباس . ويحتمل ثالثاً : أبكاراً من الزوجات ، وهن الأوائل لأنهن في النفوس أحلى والميل إليهن أقوى ، كما قال الشاعر : @ أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً فارغاً فتمكنا @@ قوله تعالى { عُرُباً أَتْرَاباً } فيه سبعة تأويلات : أحدها : أن العرب المنحبسات على أزواجهن المتحببات إليهم ، قاله سعيد بن جبير ، والكلبي . الثاني : أنهن المتحببات من الضرائر ليقفن على طاعته ويتساعدن على إشاعته ، قاله عكرمة . الثالث : الشكلة بلغة أهل مكة ، والغنجة بلغة أهل المدينة ، قاله ابن زيد ، ومنه قول لبيد : @ وفي الخباء عروب غير فاحشة ريا الروادف يعشى دونها البصر @@ الرابع : هن الحسنات الكلام ، قاله ابن زيد . [ أيضاً ] . الخامس : أنها العاشقة لزوجها لأن عشقها له يزيده ميلاً إليها وشغفاً بها . السادس : أنها الحسنة التبعُّل ، لتكون ألذ استمتاعاً . السابع : ما رواه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عُرُباً كَلاَمُهُنَّ عَرَبِّي " { أَتْراباً } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : يعني أقران ، قاله عطية . وقال الكلبي : على سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة ، يقال في النساء أتراب ، وفي الرجال أقران ، وأمثال ، وأشكال ، قاله مجاهد . الثالث : أتراب في الأخلاق لا تباغض بينهن ولا تحاسد ، قاله السدي .