Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 57-62)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : نحن خلقنا رزقكم أفلا تصدقون أن هذا طعامكم . الثاني : نحن خلقناكم فلولا تصدقون أننا بالجزاء : بالثواب والعقاب اردناكم . { أَفَرَءَيْتُم مَّا تُمْنُونَ } يعني نطفة المني ، قال الفراء ، يقال أمنى يمني ومنى يمني بمعنى واحد . ويحتمل عندي أن يختلف معناهما فيكون أمنى إذا أنزل عن جماع ، ومني إذا عن احتلام . وفي تسمية المني منياً وجهان : أحدهما : لإمنائه وهو إراقته . الثاني : لتقديره ومنه المناء الذي يوزن به فإنه مقدار لذلك فكذلك المني مقدار صحيح لتصوير الخلقة . { ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : أي نحن خلقنا من المني المهين بشراً سوياً ، فيكون ذلك خارجاً مخرج الإمتنان . الثاني : أننا خلقنا مما شاهدتموه من المني بشراً فنحن على خلق ما غاب من إعادتكم أقدر ، فيكون ذلك خارجاً مخرج البرهان ، لأنهم على الوجه الأول معترفون ، وعلى الوجه الثاني منكرون . { نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمْ الْمَوْتَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : قضينا عليكم بالموت . الثاني : كتبنا عليكم الموت . الثالث : سوينا بينكم الموت . فإذا قيل بالوجه الأول بمعنى قضى ففيه وجهان : أحدهما قضى بالفناء ثم الجزاء . الثاني : ليخلف الأبناء الآباء . وإذا قيل بالوجه الثاني أنه بمعنى كتبنا ففيه وجهان : أحدهما : كتبنا مقداره فلا يزيد ولا ينقص ، قاله ابن عيسى . الثاني : كتبنا وقته فلا يتقدم عليه ولا يتأخر ، قاله مجاهد . وإذا قيل بالوجه الثالث أنه بمعنى سوينا ففيه وجهان : أحدهما : سوينا بين المطيع والعاصي . الثاني : سوينا بين أهل السماء وأهل الأرض ، قاله الضحاك . { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } فيه وجهان : أحدهما : وما نحن بمسبوقين على ما قدرنا بينكم الموت حتى لا تموتوا . الثاني : وما نحن بمسبوقين على أن تزيدوا في مقداره وتؤخروه عن وقته . والوجه الثاني : أنه ابتداء كلام يتصل به ما بعده من قوله تعالى : { عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئِكُم فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ } فعلىهذا في تأويله وجهان : أحدهما : لما لم نسبق إلى خلق غيركم كذلك لا نعجز عن تغيير أحوالكم بعد موتكم . الثاني : كما لم نعجز عن خلق غيركم كذلك لا نعجز عن تغيير أحوالكم بعد موتكم كما لم نعجز عن تغييرها في حياتكم . فعلى هذا التأويل يكون في الكلام مضمر محذوف ، وعلى التأويل الأول يكون جميعه مظهراً .