Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 71-73)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قَلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا } يعني الأصنام ، وفي دعائها في هذا الموضع تأويلان : أحدهما : عبادتها . والثاني : طلب النجاح منها . فإن قيل : فكيف قال ولا يضرنا ؟ ودعاؤها لما يستحق عليه من العقاب ضارٌّ ؟ قيل : معناه ما لا يملك لنا ضراً ولا نفعاً . { وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ } بالإِسلام . { كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأرْضِ … } فيه قولان : أحدهما : أنه استدعاؤها إلى قصدها واتباعها ، كقوله تعالى : { فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيهِم } [ إبراهيم : 37 ] أي تقصدهم وتتبعهم . والثاني : أنها أَمْرُهَا بالهوى . وحكى أبو صالح عن ابن عباس : أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وامرأته حين دعَوا ابنهما عبد الرحمن إلى الإِسلام والهدى أن يأتيهما . قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَواتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ } في الحق الذي خلق به السموات والأرض أربعة أقاويل : أحدها : أنه الحكمة . والثاني : الإِحسان إلى العباد . والثالث : نفس خلقها فإنه حق . والرابع : يعني بكلمة الحق . { وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ } فيه قولان : أحدهما : أن يقول ليوم القيامة : كن فيكون ، لا يثنِّي إليه القول مرة بعد أخرى ، قاله مقاتل . والثاني : أنه يقول للسموات كوني صوراً يُنْفَخ فيه لقيام الساعة ، فتكون صوراً مثل القرآن ، وتبدل سماءً أخرى ، قاله الكلبي . وفي قوله تعالى : { … وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ } قولان : أحدهما : أن الصور قرن ينفخ فيه النفخة الأولى للفناء ، والثانية للإِنشاء علامة للانتهاء والابتداء ، وهو معنى قوله تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [ الزمر : 68 ] . والثاني : أن الصور جمع صورة تنفخ فيها روحها فتحيا . ثم قال تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ … } فيه قولان : أحدهما : أنه عائد إلى خلق السموات والأرض ، والغيب ما يغيب عنكم ، والشهادة ما تشاهدون . والثاني : أنه عائد إلى نفخ الصور هو عالم الغيب والشهادة المتولي للنفخة .