Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 10-18)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ واهْجُرهم هَجْراً جَميلاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : اصفح عنهم وقل سلام ، قاله ابن جريج . الثاني : أن يعرض عن سفههم ويريهم صغر عداوتهم . الثالث : أنه الهجر الخالي من ذم وإساءة . وهذا الهجر الجميل قبل الإذن في السيف . { وذَرْني والمُكَذِّبينَ أُولي النّعْمةِ } قال يحيى بن سلام : بلغني أنهم بنو المغيرة ، وقال سعيد بن جبير : أُخبرت أنهم اثنا عشر رجلاً من قريش . ويحتمل قوله تعالى : " أولي النّعْمةِ " ثلاثة أوجه : أحدها : أنه قال تعريفاً لهم إن المبالغين في التكذيب هم أولي النعمة . الثاني : أنه قال ذلك تعليلاً ، أي الذين أطغى هم أولوا النعمة . الثالث : أنه قال توبيخاًً أنهم كذبوا ولم يشكروا من أولاهم النعمة . { ومهِّلْهم قليلاً } قال ابن جريج : إلى السيف . { إنّ لدينا أنْكالاً وجَحيماً } في " أنكالاً " ثلاثة أوجه : أحدها : أغلالاً ، قاله الكلبي . الثاني : أنها القيود ، قاله الأخفش وقطرب ، قالت الخنساء : @ دَعاك فَقَطّعْتَ أنكاله وقد كُنّ قبْلك لا تقطع . @@ الثالث : أنها أنواع العذاب الشديد ، قاله مقاتل ، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله تعالى يحب النكل على النكل ، قيل : وما النكل ؟ قال : الرجل القوي المجرب على الفرس القوي المجرب " ومن ذلك سمي القيد نكلاً لقوته ، وكذلك الغل ، وكل عذاب قوي واشتد . { وطعاماً ذا غُصَّةٍ } فيه وجهان : أحدهما : أنه شوك يأخذ الحلق فلا يدخل ولايخرج ، قاله ابن عباس . الثاني : أنها شجرة الزقوم ، قاله مجاهد . { وكانت الجبالُ كَثيباً مَهيلاً } فيه وجهان : أحدهما : رملاً سائلاً ، قاله ابن عباس . الثاني : أن المهيل الذي إذا وطئه القدم زل من تحتها وإذا أخذت أسفله انهال أعلاه ، قاله الضحاك والكلبي . { فأخَذْناه أَخْذاً وبيلاً } فيه أربعة تأويلات : أحدهما : شديداً ، قاله ابن عباس ومجاهد . الثاني : متتابعاً ، قاله ابن زيد . الثالث : ثقيلاً غليظاً ، ومنه قيل للمطر العظيم وابل ، قاله الزجاج . الرابع : مهلكاً ، ومنه قول الشاعر : @ أكْلتِ بَنيكِ أَكْلَ الضّبِّ حتى وَجْدتِ مرارةَ [ الكلإ الوبيل ] . @@ { فكيف تتّقونَ } يعني يوم القيامة . { إن كفَرتم يوماً يجْعَل الولدان شيباً } الشيب : جمع أشيب ، والأشيب والأشمط الذي اختلط سواد شعره ببياضه ، وهو الحين الذي يقلع فيه ذو التصابي عن لهوه ، قال الشاعر : @ طرْبتَ وما بك ما يُطرِب وهل يلعب الرجلُ الأَشْيَبُ @@ وإنما شاب الولدان في يوم القيامة من هوْله . { السماءُ مُنفطرٌ به } فيه أربعة أوجه : أحدها : ممتلئة به ، قاله ابن عباس . الثاني : مثقلة ، قاله مجاهد . الثالث : مخزونة به ، قاله الحسن . الرابع : منشقة من عظمته وشدته ، قاله ابن زيد . { وكانَ وعْدُه مَفْعولاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : وعده بأن السماء منفطر به ، وكون الجبال كثيباً مهيلاً ، وأن يجعل الولدان شيباً ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : وعده بأن يظهر دينه على الدين كله ، قاله مقاتل . الثالث : وعده بما بشّر وأنذر من ثوابه وعقابه . وفي المعنى المكنى عنه في قوله " به " وجهان : أحدهما : أن السماء منفطرة باليوم الذي يجعل الولدان شيباً ، فيكون اليوم قد جعل الولدان شيباً ، وجعل السماء منفطرة ويكون انفطارها للفناء . الثاني : معناه أن السماء منفطرة بما ينزل منها بأن يوم القيامة يجعل الولدان شيباً ، ويكون انفطارها بانفتاحها لنزول هذا القضاء منها .