Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 107-108)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ } ، أي : عقوبة مجللة . قال مجاهد : عذاب يغشاهم ، نظيره قوله تعالى : { يَوْمَ يَغْشَـٰهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ } الآية [ العنكبوت : 55 ] . قال قتادة : وقيعة . وقال الضحاك : يعني الصواعق والقوارع . { أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً } ، فجأة ، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } ، بقيامها . قال ابن عباس : تهيّج الصيحة بالناس وهم في أسواقهم . { قُلْ } ، يامحمد : { هَـٰذِهِ } ، الدعوة التي أدعُو إليها والطريقة التي أنا عليها ، { سَبِيلِىۤ } ، سُنّتي ومنهاجي . وقال مقاتل : ديني ، نظيره قوله : { ٱدْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ } [ النحل : 125 ] ، أي : إلى دينه . { أَدْعُواْ إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ } ، على يقين . والبصيرة : هي المعرفة التي تُميِّزُ بها بين الحق والباطل ، { أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى } ، أي : ومن آمن بي وصدقني أيضاً يدعو إلى الله ، هذا قول الكلبي وابن زيد ، قالوا : حقٍّ على من اتبعه أن يدعوَ إلى ما دعا إليه ، ويذكّر بالقرآن . وقيل : تمّ الكلام عند قوله : { أَدْعُواْ إِلَىٰ ٱللَّهِ } ، ثم استأنف : { عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى } ، يقول : إني على بصيرة من ربي وكل من اتبعني . قال ابن عباس : يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا على أحسن طريقة وأقصد هداية ، معدن العلم ، وكنز الإِيمان ، وجند الرحمن . قال عبدالله بن مسعود : من كان مُسْتَنّاً فليستنّ بمن قد مات ، فإن الحيَّ لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة ، وأبرَّها قلوباً ، وأعمقها علماً ، وأقلها تكلّفاً ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه ، فاعرفُوا لهم فضلهم ، واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم . قوله تعالى : { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } ، أي : وقلْ سبحانَ الله تنزيهاً له عمّا أشركوا به . { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } .