Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 43-44)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مُهْطِعِينَ } ، قال قتادة : مسرعين . قال سعيد بن جبير : الاهطاع النَّسَلان كعَدْوِ الذئب . قال مجاهد : مديمي النظر . ومعنى " الإِهطاع " : أنهم لا يلتفتون يميناً ولا شمالاً ، ولا يعرفون مواطن أقدامهم . { مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ } ، أي : رافعي رؤوسهم . قال القتيبي : المُقْنِعُ : الذي يرفع رأسه ويقبل ببصره على ما بين يديه . وقال الحسن : وجوه الناس يوم القيامة إلى السماء ، لا ينظر أحدٌ إلى أحد . { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } أي : لا ترجع إليهم أبصارهم من شدة النظر ، وهي شاخصة قد شغلهم ما بين أيديهم . { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } ، أي : خالية . قال قتادة : خرجت قلوبهم عن صدورهم ، فصارت في حناجرهم ، لا تخرج من أفواههم ولا تعود إلى أمكانها ، فالأفئدة هواء لا شيء فيها ، ومنه سُمِّي ما بين السماء والأرض هواء لِخُلُوِّهِ . وقيل : خالية لا تعي شيئاً ولا تعقل من الخوف . وقال الأخفش : جوفاء لا عقول لها . والعرب تسمي كل أجوف خاوٍ هواء . وقال سعيد بن جبير : { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } أي : مترددة ، تمور في أجوافهم ، ليس لها مكان تستقرُّ فيه . وحقيقة المعنى : أن القلوب زائلة عن أماكنها ، والأبصار شاخصة من هول ذلك اليوم . { وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ } ، خوّفهم ، { يَوْمَ } ، أي : بيوم ، { يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ } ، وهو يوم القيامة ، { فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } ، أشركوا ، { رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ } ، أملهنا ، { إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } ، هذا سؤالهم الردّ إلى الدنيا ، أي : ارجِعْنا إليها ، { نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ } ، فيجابون : { أَوَلَمْ تَكُونُوۤاْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ } ، حلفتم في دار الدنيا ، { مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ } ، عنها أي : لا تبعثون . وهو قوله تعالى : { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَـٰنِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ } [ النحل : 38 ] .