Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 53-58)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ } أي : وما يكن بكم من نعمة فمن الله ، { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ } ، القحط والمرض ، { فَإِلَيْهِ تَجْـأرُونَ } ، تضجُّون وتصيحون بالدعاء والاستغاثة . { ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } . { لِيَكْفُرُواْ } ، ليجحدوا ، وهذه اللام تُسمى لام العاقبة ، أي : حاصل أمرهم هو كفرهم { بِمَآ ءَاتَيْنَـٰهُمْ } أعطيناهم من النعماء وكشف الضراء والبلاء ، { فَتَمَتَّعُواْ } ، أي : عيشوا في الدنيا المدة التي ضربتها لكم ، { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } عاقبة أمركم . هذا وعيدٌ لهم . { وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ } ، له حقاً ، أي : الأصنام ، { نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ } ، من الأموال ، وهو ما جعلوا للأوثان من حروثهم وأنعامهم ، فقالوا : هذا لله بزعمهم ، وهذا لشركائنا . ثم رجع من الخبر إلى الخطاب فقال : { تَٱللهِ لَتُسْئَلُنَّ } ، يوم القيامة ، { عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ } ، في الدنيا . { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَـٰتِ } وهم خزاعة وكنانة ، قالوا : الملائكة بنات الله تعالى : { سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ } ، أي : ويجعلون لأنفسهم البنين الذين يشتهونهم ، فتكون " ما " في محل النصب ، ويجوز أن تكون على الابتداء فتكون " ما " في محل الرفع . { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا } ، متغيراً من الغمِّ والكراهية ، { وَهُوَ كَظِيمٌ } ، وهو ممتلىء حزناً وغيظاً ، فهو يكظمه ، أي : يمسكه ولا يظهره .