Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 11-13)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ } ، وكان الناس من وراء المحراب ينتظرونه أن يفتح لهم الباب فيدخلون ويصلون ، إذْ خرج عليهم زكريا متغيِّراً لونه فأنكروه ، فقالوا : مالك يا زكريا ؟ { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ } فأومأ إليهم ، قال مجاهد : كتب لهم في الأرض ، { أَن سَبِّحُواْ } ، أي : صلُّوا لله ، { بُكْرَةً } ، غدوة ، { وَعَشِيّاً } ، ومعناه : أنه كان يخرج على قومه بكرةً وعشياً فيأمرهم بالصلاة ، فلما كان وقت حمل امرأته ومنع الكلام حتى خرج إليهم فأمرهم بالصلاة إشارة . قوله عزّ وجلّ : { يَٰيَحْيَىٰ } ، قيل : فيه حذف معناه : ووهبنا له يحيـى وقلنا له : يا يحيـى ، { خُذِ ٱلْكِتَـٰبَ } ، يعني التوراة ، { بِقُوَّةٍ } ، بجد ، { وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : النبوّة ، { صَبِيّاً } ، وهو ابن ثلاث سنين . وقيل : أراد بالحكم فهم الكتاب ، فقرأ التوراة وهو صغير . وعن بعض السلف : من قرأ القرآن قبل أن يبلغ فهو ممن أوتي الحكم صبياً . { وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا } ، رحمة من عندنا ، قال الحطيئة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : @ تَحنَّنْ عليَّ هَدَاكَ المَلِيْكُ فإنَّ لكلِّ مقامٍ مَقَالاً @@ أي : ترحّمْ . { وَزَكَوٰةً } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : يعني بالزكاة الطاعة والإِخلاص . وقال قتادة رضي الله عنه : هي العمل الصالح ، وهو قول الضحاك . ومعنى الآية : وآتيناه رحمة من عندنا وتحنناً على العباد ، ليدعوهم إلى طاعة ربهم ويعمل عملاً صالحاً في إخلاص . وقال الكلبي : يعني صدقة تصدق الله بها على أبويه . { وَكَانَ تَقِيًّا } ، مسلماً ومخلصاً مطيعاً ، وكان من تقواه أنه لم يعمل خطيئة ولا همّ بها .