Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 101-102)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } ، قال بعض أهل العلم : إنّ هاهنا بمعنى : إلاَّ الذين سبقت لهم منّا الحسنى ، يعني السعادة والعِدَة الجميلة بالجنة ، { أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } ، قيل : الآية عامة في كل من سبقت لهم من الله السعادة . وقال أكثر المفسرين : عنىٰ بذلك كل من عبد من دون الله وهو لله طائع ولعبادة من يعبده كاره . وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وصناديد قريش في الحطيم وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً فعرض له النضر بن الحارث ، فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه ثم تلا عليه : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } ، الآيات الثلاثة ، ثم قام فأقبل عبد الله بن الزبعري السهمي فأخبره الوليد بن المغيرة بما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله : أمَا والله لو وجدته لخصمته ، فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ابن الزبعري : أنت قلت : " إنكم وما تعبدون من دون الله حضب جهنم " ؟ قال : نعم ، قال : أليست اليهود تعبد عزيراً والنصارى تعبد المسيح ، وبنو مليح يعبدون الملائكة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل هم يعبدون الشياطين فأنزل الله عزّ وجلّ : { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } ، يعني عزيراً والمسيح والملائكة ، { أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } ، وأنزل في ابن الزبعري : { هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاَ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } [ الزخرف : 58 ] . وزعم جماعة أن المراد من الآية الأصنام ، لأن الله تعالى قال : { وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، ولو أراد الملائكة والناس لقال ومن تعبدون من دون الله . { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا } ، يعني صوتها وحركة تلهبها إذا نزلوا منازلهم في الجنة ، والحسّ والحسيس : الصوت الخفي : { وَهُمْ فِى مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَـٰلِدُونَ } ، مقيمون كما قال : { وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنفُسُ وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ } [ الزخرف : 71 ] .