Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 103-105)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ } ، قال ابن عباس : الفزع الأكبر : النفخة الأخيرة بدليل قوله عزّ وجلّ : { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِى ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَن فِى ٱلأَرْضِ } [ النمل : 87 ] ، قال الحسن : حين يؤمر بالعبد إلى النار . قال ابن جريج : حين يذبح الموت ويُنادى يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ، وقال سعيد بن جبير والضحاك : هو أن تطبق عليهم جهنم وذلك بعد أن يُخرج الله منها من يريد أن يخرجه . { وَتَتَلَقَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } ، أي تستقبلهم الملائكة على أبواب الجنة يهنؤونهم ، ويقولون : { هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ } . { يَوْمَ نَطْوِى ٱلسَّمَآءَ } ، قرأ أبو جعفر : { تُطوى } بالتاء وضمها وفتح الواو ، { والسماء } ، رفع على المجهول ، وقرأ العامة بالنون وفتحها وكسر الواو ، { والسماء } نصب ، { كَطَىِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } ، قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم للكتب على الجمع ، وقرأ الآخرون للكتاب على الواحد ، واختلفوا في السجل ، فقال السدي : السجل ملك يكتب أعمال العباد ، واللام زائدة ، أي : كطي السجل الكتب كقوله : { رَدِفَ لَكُم } [ النمل : 72 ] ، اللام فيه زائدة ، وقال ابن عباس ومجاهد والأكثرون : السجل الصحيفة للكتب أي لأجل ما كتب معناه كطي الصحيفة على مكتوبها ، والسجل اسم مشتق من المساجلة وهي المكاتبة ، والطي هو الدرج الذي هو ضد النشر ، { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } ، أي كما بدأناهم في بطون أمهاتهم حفاة عراة غرلاً كذلك نعيدهم يوم القيامة ، نظيره قوله تعالى : { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَـٰكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [ الأنعام : 94 ] . وروي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم محشورون حفاةً عراةً غرلاً " ، ثم قرأ : { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } ، { وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَـٰعِلِينَ } ، يعني الإِعادة والبعث . قوله عز وجل : { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ } ، قال سعيد بن جبير ومجاهد : الزبور جميع الكتب المنزلة ، والذكر أمّ الكتاب الذي عنده ، والمعنى من بعد ما كتب ذكره في اللوح المحفوظ . وقال ابن عباس والضحاك : الزبور التوراة والذكر الكتب المنزلة من بعد التوراة . وقال الشعبي . الزبور كتاب داود ، [ والذكر التوراة . وقيل : الزبور زبور داود ] والذكر القرآن ، وبعد بمعنى قبل ، كقوله تعالى : { وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ } [ الكهف : 79 ] : أي أمامهم ، { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـٰهَا } [ النازعات : 30 ] أي : قبله ، { أَنَّ ٱلأَرْضَ } ، يعني أرض الجنة ، { يَرِثُهَا عِبَادِىَ ٱلصَّـٰلِحُونَ } ، قال مجاهد : يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم دليله قوله تعالى : { وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ } [ الزمر : 74 ] ، وقال ابن عباس : أراد أن أراضي الكفار يفتحها المسلمون وهذا حكم من الله بإظهار الدين وإعزاز المسلمين . وقيل : أراد بالأرض الأرضَ المقدسة .