Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 37-39)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { خُلِقَ ٱلإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ } اختلفوا فيه ، فقال قوم : معناه أن بنيته وخلقته من العَجَلةِ وعليها طبعُ ، كما قال تعالى : { وَكَانَ ٱلإِنسَـٰنُ عَجُولاً } [ الإِسراء : 11 ] . قال سعيد بن جبير والسدي : لما دخلت الروح في رأس آدم وعينه نظر إلى ثمار الجنة ، فلما دخلت في جوفه اشتهىٰ الطعام ، فوثب قائماً قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه عجلاً إلى ثمار الجنة ، فوقعَ فقيل : " خلق الإِنسان من عجل " والمراد بالإِنسان آدم وأورث أولاده العجلة ، والعرب تقول للذي يكثر في الشيء : خلقت منه ، كما تقول العرب : خلقت من لعب ، وخلقت من غضب ، تريد المبالغة في وصفه بذلك ، يدل على هذا قوله تعالىٰ : { وَكَانَ ٱلإِنسَـٰنُ عَجُولاً } . وقال قوم : معناه خُلق الإِنسانُ يعني آدم من تعجيل في خلق الله إيّاه ، لأن خَلْقَه كان بعد خلق كل شيء في آخر النهار يوم الجمعة ، فأسرع في خلقه قبل مغيب الشمس . قال مجاهد : فلما أحيا الروحُ رأسه قال يا رب استعجل بخلقي قبل غروب الشمس . وقيل : بسرعة وتعجيل على غير ترتيب خَلَقَ سائر الآدميين من النطفة والعلقة والمضغة وغيرها . وقال قوم : من عَجَلٍ ، أي : من طين ، قال الشاعر : @ والنَّبْعُ في الصخرةِ الصَّمَّاءِ مُنبتةٌ والنخلُ ينبتُ بينَ الماءِ والعَجَلِ @@ { سَأُوْرِيكُمْ ءَايَـٰتِى فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } ، نزل هذا في المشركين كانوا يستعجلون العذاب ويقولون : أمطرْ علينا حجارة من السماء ، وقيل : نزلت في النضر بن الحارث ، فقال تعالى : { سَأُوْرِيكُمْ ءَايَـٰتِى } أي مواعيدي فلا تستعجلون ، أي فلا تطلبوا العذاب من قبل وقته ، فأراهم يوم بدر ، وقيل : كانوا يستعجلون القيامة . { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } ، فقال تعالى : { لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ } ، لا يدفعون { عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ } ، قيل : ولا عن ظهورهم السياط ، { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } ، يُمنعون من العذاب ، وجواب لو في قوله : { لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ } محذوف معناه : لو علموا لَمَا أقاموا على كفرهم ، ولَمَا استعجلوا ، ولا قالوا : متى هذا الوعد ؟ .