Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 88-89)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فذلك قوله عزّ وجلّ : { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } ، يعني : أجبناه ، { وَنَجَّيْنَـٰهُ مِنَ ٱلْغَمِّ } ، من تلك الظلمات ، { وَكَذَٰلِكَ نُنجِـى ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، من كل كرب إذا دعونا واستغاثوا بنا ، قرأ ابن عامر وعاصم برواية أبي بكر : { نُجِّيْ } بنون واحدة وتشديد الجيم وتسكين الياء لأنها مكتوبة في المصحف بنون واحدة ، واختلف النحاة في هذه القراءة فذهب أكثرهم إلى أنها لحن لأنه لو كان على ما لم يسم فاعله لم تسكن الياء ورفع المؤمنين ، ومنهم من صوبها ، وذكر الفراء لها وجهاً آخر وهو إضمار المصدر ، أي نجا النجاء المؤمنين ونصب المؤمنين كقولك : ضرب الضرب زيداً ، ثم تقول ضرب زيداً بالنصب على إضمار المصدر ، وسكن الياء في { نجي } كما يسكنون في بقي ونحوها ، قال القتيبي : من قرأ بنون واحدة والتشديد إنما أراد ننجي من التنجية إلاَّ أنه أدغم وحذف نوناً طلباً للخفة ولم يرضه النحويون لبعد مخرج النون من الجيم ، والإِدغام يكون عند قرب المخرج ، وقراءة العامة { ننجي } بنونين من الإِنجاء ، وإنما كتبت بنون واحدة لأن النون الثانية كانت ساكنة والساكن غير ظاهر على اللسان فحذفت كما فعلوا في إلاَّ حذفوا النون من إن لخفائها ، واختلفوا في أن رسالة يونس متى كانت ؟ فروى سعيد بن جبير عن ابن عباس : كانت بعد أن أخرجه الله من بطن الحوت ، بدليل أن الله عزّ وجلّ ذكره في سورة الصافات ، { فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ } [ الصافات : 145 ] ، ثم ذكر بعده : { وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِاْئةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } [ الصافات : 147 ] ، وقال الآخرون : إنها كانت من قبل بدليل قوله تعالى : { وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } [ الصافات : 139 - 140 ] . قوله عزّ وجلّ : { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَى رَبَّهُ } ، دعا ربَّه ، { رَبِّ لاَ تَذَرْنِى فَرْداً } ، وحيداً لا ولد لي وارزقني وارثاً ، { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَٰرِثِينَ } ، ثناء على الله بأنه الباقي بعد فناء الخلق وأنه أفضل من بقي حياً .