Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 93-96)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ } ، أي اختلفوا في الدين فصاروا فرقاً وأحزاباً ، قال الكلبي : فرّقُوا دينهم بينهم يلعن بعضهم بعضاً ويتبرأ بعضهم من بعض ، والتقطع هاهنا بمعنى التقطيع ، { كُلٌّ إِلَيْنَا رَٰجِعُونَ } ، فنجزيهم بأعمالهم . { فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ } ، لا يُجحد ولا يبطل سعيهُ بل يُشكر ويُثاب عليه ، { وَإِنَّا لَهُ كَـٰتِبُونَ } ، لعمله حافظون ، وقيل : معنى الشكر من الله المجازاة . { وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ } ، قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر : { وحِرْمٌ } ، يكسر الحاء بلا ألف ، وقرأ الباقون بالألف { حرام } وهما لغتان مثل حلٌ وحلال . قال ابن عباس : معنى الآية وحرام على قرية أي أهل قرية ، { أَهْلَكْنَـٰهَآ } ، أن يرجعوا بعد الهلاك ، فعلى هذا تكون { لاَ } صلة ، وقال آخرون : الحرام بمعنى الواجب ، فعلى هذا تكون { لاَ } ثابتاً معناه واجب على أهل قرية أهلكناهم { أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } ، إلى الدنيا . وقال الزجاج : معناه وحرام على أهل قرية أهلكناهم أي حكمنا بهلاكهم أن تتقبل أعمالهم لأنهم لا يرجعون أي لا يتوبون ، والدليل على هذا المعنى أنه قال في الآية التي قبلها ( فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه ) أي يتقبل عمله ، ثم ذكر هذه الآية عقيبه وبين أن الكافر لا يتقبل عمله . قوله عز وجل : { حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ } ، قرأ ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب : { فُتّحت } بالتشديد على التكثير ، وقرأ الآخرون بالتخفيف ، { يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ } ، يريد فتح السدّ عن يأجوج ومأجوج ، { وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ } ، أي نشز وتل ، والحدب المكان المرتفع ، { يَنسِلُونَ } ، يسرعون النزول من الآكام والتلال كنسلان الذئب ، وهو سرعة مشيه ، واختلفوا في هذه الكناية ، فقال قوم : عنىٰ بها يأجوج ومأجوج بدليل ما روينا عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون " وقال قوم : أراد جميع الخلق يعني أنهم يخرجون من قبورهم ، ويدل عليه قراءة مجاهد وهم من كل جدث بالجيم والثاء كما قال : { فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُون } [ يس : 51 ] . أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي ، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي ، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، أخبرنا مسلم بن حجاج ، أخبرنا أبو خيثمة زهير ابن حرب ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن فرات القزاز ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال اطَّلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكرُ ، فقال : ما تذكرون ؟ قالوا : نذكر الساعة . قال : " إنها لن تقوم حتى تَرْوا قبلها عشر آيات ، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف : خسفٌ بالمغرب وخسفٌ بالمشرق وخسفٌ بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم "