Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 97-97)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ } ، يعني القيامة ، قال الفراء وجماعة : الواو في قوله واقترب مقحمة فمعناه حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج اقترب الوعد الحق ، كما قال الله تعالى : { فَلَمَّآ أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِين وَنَادَيْنَاهُ } [ الصافات : 103 ] أي ناديناه . والدليل عليه ما روى عن حذيفة قال : لو أن رجلاً اقتنى فلواً بعد خروج يأجوج ومأجوج لم يركبه حتى تقوم الساعة . وقال قوم : لا يجوز طرح الواو ، وجعلوا جواب حتى إذا فتحت في قوله ياويلنا ، فيكون مجاز الآية . حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج واقترب الوعد الحق ، قالوا : يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا . قوله : { فَإِذا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، وفي قوله : " هى " ثلاثة أوجه : أحدها : أنها كناية عن الإِبصار . ثم أظهر الإِبصار بياناً ، معناه فإذا الأبصار شاخصة أبصار الذين كفروا . والثاني : أنّ " هى " تكون عماداً كقوله : { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَـٰرُ } [ الحج : 46 ] . والثالث : أن يكون تمام الكلام عند قوله : " هى " ، على معنى فإذا هي بارزة يعني من قربها كأنها حاضرة ، ثم ابتدأ : { شَـٰخِصَةٌ أَبْصَـٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، على تقديم الخبر على الابتداء ، مجازها أبصار الذين كفروا شاخصة . قال الكلبي : شخصت أبصار الكفار فلا تكاد تطرف من شدة تلك ذلك اليوم وهوله ، يقولون ، { يَٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } ، اليوم ، { بَلْ كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } ، بوضعنا العبادة في غير موضعها .