Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 102-108)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَٰزِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } . { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَٰزِينُهُ فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فِى جَهَنَّمَ خَـٰلِدُونَ } . { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ } . أي : تسفع ، وقيل : تحرق ، { وَهُمْ فِيهَا كَـٰلِحُونَ } ، عابسون . أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن أبي توبة ، أخبرنا محمد بن أحمد الحارثي ، أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا عبدالله بن محمود ، أخبرنا إبراهيم بن عبدالله الخلال ، أخبرنا عبدالله بن المبارك ، عن سعيد بن يزيد ، عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وهم فيها كالحون ، قال : تشويه النار ، فتقلِصُ شفتهُ العليا حتى تبلغ وسط رأسه ، وتسترخي شفتُه السفلى حتى تضربَ سرته " وبهذا الإِسناد عن عبدالله بن المبارك عن حاجب بن عمر عن الحكم ابن الأعرج قال : قال أبو هريرة : " يعظم الكافر في النار مسيرة سبع ليال ، فيصير ضرسه مثل أُحد ، وشفاههم عند سررهم ، سود زرق خسر مقبوحون " . قوله عزّ وجلّ : { أَلَمْ تَكُنْ ءَايَـٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } ، يعني القرآن ، تخوَّفون بها ، { فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } . { قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا } ، قرأ حمزة والكسائي : " شقاوتنا " بالألف وفتح الشين ، وهما لغتان أي : غلبت علينا شقوتنا التي كتبت علينا فلم نهتد . { وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ } ، عن الهدى . { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا } أي : من النار ، { فَإِنْ عُدْنَا } ، لما تكره { فَإِنَّا ظَـٰلِمُونَ } . { قَالَ ٱخْسَئُواْ } ، أبعدوا ، { فِيهَا } ، كما يقال للكلب إذا طرد : اخسأ ، { وَلاَ تُكَلِّمُونِ } ، في رفع العذاب ، فإني لا أرفعه عنكم ، فعند ذلك أيس المساكين من الفرج ، قال الحسن : هو آخر كلام يتكلم به أهل النار ثم لا يتكلمون بعدها إلا الشهيق والزفير ، ويصير لهم عواء كعواء الكلاب لا يَفْهمون ولا يُفْهمون ، روي عن عبدالله بن عمرو : أن أهل جهنم يدعون مالكاً خازن النار أربعين عاماً { يَٰمَـٰلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } [ الزخرف : 77 ] ، فلا يجيبهم ، ثم يقول : { إِنَّكُمْ مَّاكِثُون } [ الزخرف : 77 ] ثم ينادون ربهم : { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَـٰلِمُونَ } ، فيدعهم مثل عمر الدنيا مرتين ثم يرد عليهم : { ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } ، فلا ينبس القوم بعد ذلك بكلمة إن كان إلا الزفير والشهيق . وقال القرطبي : إذا قيل لهم : " اخسئوا فيها ولا تكلمون " انقطع رجاؤهم ، وأقبل بعضهم ينبح في وجه بعض ، وأطبقت عليهم .