Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 75-80)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَوْ رَحِمْنَـٰهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ } ، قحط وجدوبة { لَّلَجُّواْ } ، تمادَوْا ، { فِى طُغْيَـٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ } ، ولم ينزعوا عنه . { وَلَقَدْ أَخَذْنَـٰهُم بِٱلْعَذَابِ } ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على قريش أن يجعل عليهم سنين كسني يوسف ، فأصابهم القحط ، فجاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أنشُدُك الله والرحم ، ألستَ تزعُمُ أنك بعثت رحمة للعالمين ؟ فقال : بلى ، فقال : قد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع ، فادعُ الله أن يكشفَ عنا هذا القحط ، فدعا فكُشِفَ عنهم ، فأنزل الله هذه الآية : { فَمَا ٱسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ } ، أي : ما خضعوا وما ذلوا لربهم ، وأصله طلب السكون ، { وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } ، أي : لم يتضرعوا إلى ربهم بل مضَوْا على تمردهم . { حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ } ، قال ابن عباس : يعني القتل يوم بدر ، وهو قول مجاهد ، وقيل : هو الموت . وقيل : هو قيام الساعة ، { إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } ، آيسون من كل خير . { وَهُوَ ٱلَّذِىۤ أَنشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ } ، أي : أنشأ لكم الأسماع { وَٱلأَبْصَـٰرَ وَٱلأَفْئِدَةَ } ، لتسمعوا وتبصروا وتعقلوا ، { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } ، أي : لم تشكروا هذه النعم . { وَهُوَ ٱلَّذِى ذَرَأَكُمْ } ، خلقكم ، { فِى ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } ، تبعثون . { وَهُوَ ٱلَّذِى يُحْيِى وَيُمِيتُ وَلَهُ ٱخْتِلَـٰفُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } ، أي : تدبير الليل والنهار في الزيادة والنقصان ، قال الفرَّاء : جعلهما مختلفين ، يتعاقبان ويختلفان في السواد والبياض ، { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } ، ما ترون من صنعه فتعتبرون .