Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 45-47)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ } ، قرأ حمزة والكسائي ، « خالقٌ كُلِّ » بالإِضافة ، وقرأ الآخرون « خَلَقَ كُلِّ » على الفعل ، { مِّن مَّآءٍ } ، يعني من نطفة ، وأراد به كل حيوان يشاهد في الدنيا ولا يدخل فيه الملائكة ولا الجن ، لأنا لا نشاهدهم . وقيل : أصل جميع الخلق من الماء ، وذلك أن الله تعالى خلق ماء ثم جعل بعضه ريحاً فخلق منها الملائكة ، وبعضه ناراً فخلق منها الجن ، وبعضها طيناً فخلق منها آدم ، { فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَىٰ بَطْنِهِ } ، كالحيات والحيتان والديدان ، { وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَىٰ رِجْلَيْنِ } ، مثل بني آدم والطير ، { وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَىٰ أَرْبَعٍ } ، كالبهائم والسباع ، ولم يذكر من يمشي على أكثر من أربع مثل حشرات الأرض ، لأنها في الصورة كالتي يمشي على الأربع ، وإنما قال : { مَّن يَمْشِى } ، و « مَنْ » إنما تستعمل فيمن يعقل دون من لا يعقل من الحيات والبهائم ، لأنه ذكر كل دابة ، فدخل فيه الناس وغيرهم ، وإذا جمع اللفظ من يعقل ومن لا يعقل تجعل الغلبة لمن يعقل . { يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } . { لَّقَدْ أَنزَلْنَآ } إليك ، { ءَايَـٰتٍ مُّبَيِّنَـٰتٍ وَٱللَّهُ يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } . { وَيِقُولُونَ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعْنَا } . يعني المنافقين . يقولونه ، { ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ } ، يعرض عن طاعة الله ورسوله ، { فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ } ، أي : من بعد قولهم : آمنَّا ، ويدعو إلى غير حكم الله . قال الله عزّ وجلّ : { وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } . نزلت هذه الآية في بِشْرٍ المنافق ، كانت بينه وبين رجل من اليهود خصومة في أرض ، فقال اليهودي : نتحاكم إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال المنافق نتحاكم إلى كعب بن الأشرف ، فإن محمداً يحيف علينا ، فأنزل الله هذه الآية .