Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 48-53)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقال : { وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ } ، الرسول يحكم بحكم الله ، { إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ } ، أي : عن الحكم . وقيل : عن الإِجابة . { وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ يَأْتُوۤاْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ } مطيعين منقادين لحكمه ، يعني إذا كان الحق لهم على غيرهم أسرعوا إلى حكمه لتيقنهم بأنه كما يحكم عليهم بالحق يحكم لهم أيضاً بالحق . { أَفِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَمِ ٱرْتَابُوۤاْ } أي : شكوا ، هذا استفهام ذم وتوبيخ ، يعني هم كذلك ، { أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ } ، أي : بظلم ، { بَلْ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ } لأنفسهم بإعراضهم عن الحق . { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } إلى كتاب الله ورسوله ، { لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ } ، هذا ليس على طريق الخبر ولكنه تعليم أدب الشرع على معنى أن المؤمنين كذا ينبغي أن يكونوا ، ونصب القول على الخبر واسمه في قوله تعالى : { أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } ، أي : سمعنا الدعاء وأطعنا بالإِجابة . { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } . { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } قال ابن عباس رضي الله عنهما : فيما ساءه وسره { وَيَخْشَى ٱللَّهَ } على ما عمل من الذنوب . { وَيَتَّقْهِ } ، فيما بعد ، { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون } ، الناجون ، قرأ أبو عمرو وأبو بكر « يتقه » ساكنة الهاء ، ويختلسها أبو جعفر وبعقوب وقالون ، كما في نظائرها ويشبعها الباقون كسراً ، وقرأ حفص « يتَّقْهِ » بسكون القاف واختلاس الهاء ، وهذه اللغة إذا سقطت الياء للجزم يسكنون ما قبلها يقولون لم أشترْ طعاماً ، بسكون الراء . قوله عزّ وجلّ : { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَـٰنِهِمْ } وجهد اليمين أن يحلف بالله ولا حلف فوق الحلف بالله ، { لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ } ، وذلك أن المنافقين كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أينما كنت نكن معك ، لئن خرجتَ خرجنا ، وإن أقمت أقمنا ، وإن أمرتنا بالجهاد جاهدنا ، فقال تعالى : { قُلْ } ، لهم ، { لاَّ تُقْسِمُواْ } ، لا تحلفوا ، وقد تم الكلام ، ثم قال : { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } ، أي : هذه طاعة بالقول باللسان دون الاعتقاد ، وهي معروفة يعني أمر عرف منكم أنكم تكذبون وتقولون ما لا تفعلون ، هذا معنى قول مجاهد رضي الله عنه . وقيل : معناه طاعة معروفة بنية خالصة أفضل وأمثل من يمين باللسان لا يوافقها الفعل . وقال مقاتل بن سليمان : لتكن منكم طاعة معروفة . { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } .