Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 48-51)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَكَانَ فِى ٱلْمَدِينَةِ } يعني : مدينة ثمود ، وهي الحِجْر ، { تِسْعَةُ رَهْطٍ } ، من أبناء أشرافهم ، { يُفْسِدُونَ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } ، وهم الذين اتفقوا على عقر الناقة ، وهم غواة قوم صالح ، ورأسهم قدار بن سالف ، وهو الذي تولى عقرها ، كانوا يعملون بالمعاصي . { قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ } ، تحالفوا ، يقول بعضهم لبعض : احلفوا بالله أيها القوم . وموضع " تقاسموا " جزم على الأمر ، وقال قوم : محله نصب على الفعل الماضي ، يعني : أنهم تحالفوا وتواثقوا ، تقديره : قالوا متقاسمين بالله ، { لَنُبَيِّتَنَّهُ } ، أي : لنقتلنّه بَيَاتاً أي ليلاً ، { وَأَهْلَهُ } ، أي : قومه الذين أسلموا معه ، وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي « لتبيتنه » و « لتقولن » بالتاء فيهما وضم لام الفعل على الخطاب ، وقرأ الآخرون بالنون فيهما وفتح لام الفعل ، { ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ } ، أي : لولي دمه ، { مَا شَهِدْنَا } ، ما حضرنا ، { مَهْلِكَ أَهْلِهِ } ، أي : إهلاكهم ، ولا ندري من قتله ، ومن فتح الميم فمعناه هلاك أهله ، { وَإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ } ، في قولنا ما شهدنا ذلك . { وَمَكَرُواْ مَكْراً } ، غدروا غدراً حين قصدوا تبييت صالح والفتك به ، { وَمَكَرْنَا مَكْراً } ، جزيناهم على مكرهم بتعجيل عقوبتهم ، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } . { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا } ، قرأ أهل الكوفة « أنا » بفتح الألف رداً على العاقبة ، أي أنا دمرناهم ، وقرأ الآخرون « إنا » بالكسر على الاستئناف ، { دَمَّرْنَـٰهُمْ } ، أي أهلكناهم التسعة . واختلفوا في كيفية هلاكهم ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : أرسل الله الملائكة تلك الليلة إلى دار صالح يحرسونه فأتى التسعة دار صالح شاهرين سيوفهم ، فرمتهم الملائكة بالحجارة من حيث يرون الحجارة ولا يرون الملائكة ، فقتلتهم . قال مقاتل : نزلوا في سفح جبل ينظر بعضهم بعضاً ليأتوا دار صالح ، فجثم عليهم الجبل فأهلكهم . { وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } ، أهلكهم الله بالصيحة .