Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 27-29)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِى ذُرِّيَّتِهِ ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَـٰبَ } ، يقال : إن الله لم يبعث نبياً بعد إبراهيم إلاّ من نسله ، { وَءَاتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِى ٱلدُّنْيَا } ، وهو الثناء الحسن فكل أهل الأديان يتولَّونه ، وقال السدي : هو الولد الصالح ، وقيل : هو أنه رأى مكانه في الجنة ، { وَإِنَّهُ فِى ٱلأَخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } ، أي : في زمرة الصالحين . قال ابن عباس مثل آدم ونوح . قوله تعالى : { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ } ، قرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وأبو بكر : « أئِنكم » بالاستفهام ، وقرأ الباقون بلا استفهام ، واتفقوا على استفهام الثانية ، { لَتَأْتُونَ ٱلْفَـٰحِشَةَ } ، وهي إتيان الرجال ، { مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ ٱلْعَـٰلَمِينَ } . { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ } , وذلك أنهم كانوا يفعلون الفاحشة بمن يمرّ بهم من المسافرين ، فترك الناس الممر بهم . وقيل : تقطعون سبيل النسل بإيثار الرجال على النساء ، { وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ } ، النادي ، والندى ، والمنتدى : مجلس القوم ومتحدثهم . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا أبو العباس بن سهل بن محمد المروزي ، أخبرنا جدي لأبي أبو الحسن المحمودي ، أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، أن بشر بن معاذ حدثهم : أخبرنا يزيد بن زريع ، أخبرنا حاتم بن أبي صغيرة ، عن سماك بن حرب ، عن أبي صالح مولى أم هانىء بنت أبي طالب عن أم هانىء قالت : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله : { وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ } ، قلت : ما المنكر الذي كانوا يأتونه ؟ قال : « كانوا يحذفون أهل الطرق ويسخرون بهم » " . ويروي أنهم كانوا يجلسون في مجالسهم ، وعند كل رجل منهم قصعة فيها حصى فإذا مرّ بهم عابر سبيل حذفوه فأيهم أصابه كان أولى به . وقيل : إنه كان يأخذ ما معه وينكحه ويغرمه ثلاثة دراهم ، ولهم قاضٍ بذلك . وقال القاسم بن محمد : كانوا يتضارطون في مجالسهم . وقال مجاهد : كان يجامع بعضهم بعضاً في مجالسهم . وعن عبد الله بن سلام قال : كان يبزق بعضهم على بعض . وعن مكحول قال : كان من أخلاق قوم لوط مضغ العلك وتطريف الأصابع بالحناء ، وحل الإِزار ، والصفير ، والحذف ، واللوطية ، { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } , لما أنكر عليهم لوط ما يأتونه من القبائح ، { إِلاَّ أَن قَالُواْ } ، له استهزاءً : { ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } ، أن العذاب نازل بنا ، فعند ذلك .