Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 12-15)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَلْ عَجِبْتَ } ، قرأ حمزة والكسائي : بضم التاء ، وهي قراءة ابن مسعود ، وابن عباس . والعجب من الله عزّ وجلّ ليس كالتعجب من الآدميين ، كما قال : { فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ٱللهُ مِنْهُمْ } [ التوبة : 79 ] ، وقال عزّ وجلّ : { نَسُواْ ٱللهَ فَنَسِيَهُمْ } [ التوبة : 67 ] ، فالعجب من الآدميين : إنكاره وتعظيمه ، والعجب من الله تعالى قد يكون بمعنى الإنكار والذم ، وقد يكون بمعنى الاستحسان والرضا , كما جاء في الحديث : " عجب ربكم من شاب ليست له صبوة " . وجاء في الحديث : " عجب ربكم من سؤالكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم " . وسئل الجنيد عن هذه الآية ، فقال : إن الله لا يعجب من شيء ، ولكن الله وافق رسوله لما عجب رسوله فقال : { وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } [ الرعد : 5 ] أي هو كما تقوله . وقرأ الآخرون بفتح التاء على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم : أي : عجبتَ من تكذيبهم إياك ، { ويَسْخَرُونَ } من تعجبك . قال قتادة : عجب النبي صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أنزل وضلال بني آدم ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يظن أن كل من يسمع القرآن يؤمن به ، فلما سمع المشركون القرآن سخروا منه ولم يؤمنوا به ، فعجب من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال الله تعالى : { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخُرُونَ } . { وَإِذَا ذُكِّرُواْ لاَ يَذْكُرُونَ } ، أي : إذا وعِظوا بالقرآن لا يتعظون . { وَإِذَا رَأَوْاْ ءَايَةً } ، قال ابن عباس ومقاتل : يعني انشقاق القمر ، { يَسْتَسْخِرُونَ } ، يسخرون ويستهزؤون ، وقيل : يستدعي بعضهم عن بعض السخرية . { وَقَالُوۤاْ إِنْ هَـٰذَآ إلاَ سِحْرٌ مُّبِينٌ } ، [ يعني سحر بيِّن ] .