Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 25-29)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَا لَكُمْ لاَ تَنَـٰصَرُونَ } ، أي : لا تتناصرون ، يقال لهم توبيخاً : مالكم لا ينصر بعضكم بعضاً ، يقول لهم خزنة النار ، هذا جواب لأبي جهل حين قال يوم بدر : { نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } [ القمر : 44 ] . فقال الله تعالى : { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } ، قال ابن عباس : خاضعون . وقال الحسن : منقادون ، يقال : استسلم للشيء إذا انقاد له وخضع له ، والمعنى : هم اليوم أذلاء منقادون لا حيلة لهم . { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } , أي : الرؤساء والأتباع { يَتَسَآءَلُونَ } ، يتخاصمون . { قَالُوۤاْ } ، أي : الأتباع للرؤساء ، { إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ } ، أي : من قبل الدين فتضلوننا عنه [ وتُروننا أن الدين ما تضلوننا به ] ، قاله الضحاك . وقال مجاهد : عن الصراط الحق ، واليمين عبارة عن الدين والحق ، كما أخبر الله تعالى عن إبليس : { ثُمَّ لأَتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَـٰنِهِمْ } [ الأعراف : 17 ] ، فمن أتاه الشيطان من قبل اليمين أتاه من قبل الدين فلبَّس عليه الحق . وقال بعضهم : كان الرؤساء يحلفون لهم أن ما يدعونهم إليه هو الحق ، فمعنى قوله : { تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ } أي : من ناحية الأيمان التي كنتم تحلفونها فوثقنا بها . وقيل : " عن اليمين " أي : عن القوة والقدرة ، كقوله : { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } [ الحاقة : 45 ] ، والمفسرون على القول الأول . { قَالُواْ } ، يعني : الرؤساء للأتباع ، { بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } ، لم تكونوا على الحق فنضلكم عنه ، أي : إنما الكفر من قِبَلِكم .