Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 90-98)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ } ، إلى عيدهم فدخل إبراهيم على الأصنام فكسرها . كما قال الله تعالى : { فَرَاغَ إِلَىٰ ءَالِهَتِهِمْ } ، مال إليها ميلة في خفية ، ولا يقال " راغ " حتى يكون صاحبه مخفياً لذهابه ومجيئه ، { فَقَالَ } استهزاءً بها . { أَلاَ تَأْكُلُونَ } ، يعني : الطعام الذي بين أيديكم . { مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ * فَرَاغَ عَلَيْهِمْ } ، مال عليهم ، { ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ } ، أي : كان يضربهم بيده اليمنى لأنها أقوى على العمل من الشمال . وقيل : باليمين أي : بالقوة . وقيل : أراد به القسم الذي سبق منه وهو قوله : { وَتَٱللهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ } [ الأنبياء : 57 ] . { فَأَقْبَلُوۤاْ إليهِ } ، يعني إلى إبراهيم ، { يَزِفُّونَ } ، يسرعون ، وذلك أنهم أخبروا بصنيع إبراهيم بآلهتهم فأسرعوا إليه ليأخذوه . قرأ الأعمش وحمزة : " يُزفون " بضم الياء وقرأ الآخرون بفتحها ، وهما لغتان . وقيل : بضم الياء ، أي : يحملون دوابهم على الجد والإسراع . { قالَ } ، لهم إبراهيم على وجه الحجاج ، { أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ } ، يعني : ما تنحتون بأيديكم . { وَٱللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } ، بأيديكم من الأصنام ، وفيه دليل على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى . { قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَـٰناً فَأَلْقُوهُ فِى ٱلْجَحِيمِ } ، معظم النار ، قال مقاتل : بنوا له حائطاً من الحجر طوله في السماء ثلاثون ذراعاً ، وعرضه عشرون ذراعاً ، وملؤوه من الحطب وأوقدوا فيه النار وطرحوه فيها . { فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً } ، شراً وهو أن يحرقوه ، { فَجَعَلْنَـٰهُمُ ٱلأَسْفَلِينَ } ، أي المقهورين حيث سلّم الله تعالى إبراهيم وردّ كيدهم .