Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 58-60)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَءَاخَرُ } , قرأ أهل البصرة : " وأُخر " بضم الألف على جمع أخرى ، مثل : الكبرى والكبر ، واختاره أبو عبيدة لأنه نعته بالجمع ، فقال : أزواج ، وقرأ الآخرون بفتح الهمزة مشبعة على الواحد . { مِن شَكْلِهِ } ، مثله أي : مثل الحميم والغساق ، { أَزْوَٰجٌ } ، أي : أصناف أخر من العذاب . { هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } ، قال ابن عباس : " هذا " هو أن القادة إذا دخلوا النار ثم دخل بعدهم الأتباع قالت الخزنة للقادة . هذا يعني : الأتباع ، فوج : جماعة مقتحم معكم النار ، أي : داخلوها كما أنتم دخلتموها ، والفوج : القطيع من الناس وجمعه أفواج ، والاقتحام الدخول في الشيء رمياً بنفسه فيه ، قال الكلبي : إنهم يضربون بالمقامع حتى يوقعوا أنفسهم في النار ، خوفاً من تلك المقامع ، فقالت القادة : { لاَ مَرْحَباً بِهِمْ } ، يعني : بالأتباع ، { إِنَّهُمْ صَالُواْ ٱلنَّارِ } ، أي : داخلوها كما صلِينا . { قَالُواْ } ، فقال الأتباع للقادة ، { بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ } ، والمرحب ، والرحب : السعة ، تقول العرب : مرحباً وأهلاً وسهلاً ، أي : أتيت رحباً وسعة ، وتقول : لا مرحباً بك ، أي : لا رحبت عليك الأرض . { أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا } ، يقول الأتباع للقادة : أنتم بدأتم بالكفر قبلنا ، وشرعتم وسننتموه لنا . وقيل : أنتم قدمتم هذا العذاب لنا ، بدعائكم إيّانا إلى الكفر ، { فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } ، أي : فبئس دار القرار جهنم .