Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 61-65)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُواْ } ، يعني : الأتباع ، { رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا } ، أي : شرعه وسنَّه لنا ، { فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِى ٱلنَّارِ } ، أي : ضعِّف عليه العذاب في النار . قال ابن مسعود : يعني : حيَّات وأفاعي . { وَقَالُواْ } ، يعني صناديد قريش وهم في النار ، { مَا لَنَا لاَ نَرَىٰ رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ } ، في الدنيا ، { مِّنَ ٱلأَشْرَارِ } ، يعنون فقراء المؤمنين : عماراً ، وخباباً ، وصهيباً ، وبلالاً ، وسلمان رضي الله عنهم ، ثم ذكروا أنهم كانوا يسخرون من هؤلاء ، فقالوا : { أَتَّخَذْنَـٰهُمْ سِخْرِيّاً } ، قرأ أهل البصرة ، وحمزة ، والكسائي : { مِّنَ ٱلأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَـٰهُمْ } وَصْلٌ ، ويكسرون الألف عند الابتداء ، وقرأ الآخرون بقطع الألف وفتحها على الاستفهام . قال أهل المعاني : القراءة الأولى أَولى ؛ لأنهم علموا أنهم اتخذوهم سِخرياً فلا يستقيم الاستفهام ، وتكون " أم " على هذه القراءة بمعنى " بل " ، ومن فتح الألف قال : هو على اللفظ لا على المعنى ليعادل " أم " في قوله : { أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ ٱلأَبْصَـٰرُ } ، قال الفراء : هذا من الاستفهام الذي معناه التوبيخ والتعجب ، " أم زاغت " ، أي : مالت ، { عَنْهُمُ ٱلأَبْصَـٰرُ } ، ومجاز الآية : ما لنا لا نرى هؤلاء الذين اتخذناهم سخريّاً لم يدخلوا معنا النار ؟ أم دخلوها فزاغت عنهم أبصارنا ، فلم نرهم حين دخلوها . وقيل : أم هم في النار ولكن احتجبوا عن أبصارنا ؟ وقال ابن كيسان : أم كانوا خيراً منّا ولكن نحن لا نعلم ، فكانت أبصارنا تزيغ عنهم في الدنيا فلا نعدهم شيئاً . { إِنَّ ذَلِكَ } ، الذي ذكرت ، { لَحَقٌّ } ثم بيَّن فقال ، { تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ } ، أي : تخاصم أهل النار في النار لحقٌّ . { قُلْ } ، يا محمد لمشركي مكة ، { إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ } ، مخوف ، { وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللهُ ٱلْوَٰحِدُ ٱلْقَهَّارُ } .