Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 15-19)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِى ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } ، وذلك أن هوداً عليه السلام هددهم بالعذاب ، فقالوا : من أشد منّا قوة ؟ نحن نقدر على دفع العذاب عنّا بفضل قوتنا ، وكانوا ذوي أجسام طوال ، قال الله تعالى رداً عليهم : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللهَ ٱلَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِـئايَـٰتِنَا يَجْحَدُونَ } . { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً } ، عاصفا شديدة الصوت ، من الصِّرة وهي الصيحة . وقيل : هي الباردة من الصِّر وهو البرد ، { فِىۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ } ، قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب " نَحْسات " بسكون الحاء ، وقرأ الآخرون بكسرها أي : نكدات مشؤومات ذات نحوس . وقال الضحاك : أمسك الله عنهم المطر ثلاث سنين ، ودامت الرياح عليهم من غير مطر ، { لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْىِ } ، أي : عذاب الهون والذل ، { فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلأَخِرَةِ أَخْزَىٰ } ، أشد إهانة { وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ } . { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَـٰهُمْ } ، دعوناهم ، قاله مجاهد ، وقال ابن عباس : بينّا لهم سبيل الهدى . وقيل : دللناهم على الخير والشر ، كقوله : { هَدَيْنَـٰهُ السَّبيل } [ الإنسان : 3 ] ، { فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ } ، فاختاروا الكفر على الإيمان ، { فَأَخَذَتْهُمْ صَـٰعِقَةُ ٱلْعذابِ } ، أي : هلكة العذاب ، { ٱلْهُونِ } ، أي : ذي الهون ، أي : الهوان ، وهو الذي يهينهم ويخزيهم ، { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } . { وَنَجَّيْنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يتَّقُونَ * وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ ٱللهِ إِلَى ٱلنَّارِ } ، قرأ نافع ويعقوب : " نحشر " بالنون ، " أعداءَ " نصب ، وقرأ الآخرون بالياء ورفعها وفتح الشين " أعداءُ " رفع أي : يجمع إلى النار ، { فَهُمْ يُوزَعُونَ } ، يساقون ويدفعون إلى النار ، وقال قتادة والسدي : يُحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا .