Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 9-11)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { قُلْ أَءِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِى خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِى يَوْمَيْنِ } ، يوم الأحد والاثنين ، { وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } . { وَجَعَلَ فِيهَا } أي : في الأرض ، { رَوَاسِىَ } جبالاً ثوابت ، { مِن فَوْقِهَا } ، من فوق الأرض ، { وَبَـٰرَكَ فِيهَا } ، أي : في الأرض ، بما خلق فيها من البحار والأنهار والأشجار والثمار ، { وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَٰتَهَا } . قال الحسن ومقاتل : قسم في الأرض أرزاق العباد والبهائم . وقال عكرمة والضحاك : قدّر في كل بلدة ما لم يجعله في الأخرَى ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة من بلد إلى بلد . قال الكلبي : قدر الخبز لأهل قطر ، والتمر لأهل قطر ، والذرة لأهل قطر ، والسمك لأهلِ قطر ، وكذلك أقواتها . { فِىۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ } ، يريد خلق ما في الأرض ، وقدر الأقوات في يومين يوم الثلاثاء والأربعاء فهما مع الأحد والاثنين أربعة أيام ، رد الآخر على الأول في الذكر ، كما تقول : تزوجت أمس امرأة واليوم ثنتين ، وإحداهما هي التي تزوجتها بالأمس . { سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ } قرأ أبو جعفر " سواءٌ " رفع على الابتداء ، أي : هي سواء ، وقرأ يعقوب بالجر على نعت قوله : { فِىۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ } ، وقرأ الآخرون " سواءً " نصب على المصدر ، أي : استوت سواء أي : استواءً ، ومعناه : سواء للسائلين عن ذلك . قال قتادة والسدي : من سأل عنه فهكذا الأمر سواء لا زيادة ولا نقصان جواباً لمن سأل : في كم خلقت الأرض والأقوات ؟ { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ } ، أي : عمد إلى خلق السماء ، { وَهِىَ دُخَانٌ } ، وكان ذلك الدخان بخار الماء ، { فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً } ، أي : ائتِيا ما آمركما أي : افعلاه ، كما يقال : ائت ما هو الأحسن أي : افعله . وقال طاووس عن ابن عباس : ائتيا : أعطيا ، يعني أخرجا ما خلقت فيكما من المنافع لمصالح العباد . قال ابن عباس : قال الله عزّ وجلّ : أمّا أنتِ يا سماء فأطلعي شمسك وقمرك ونجومك ، وأنت يا أرض فشقي أنهارك وأخرجي ثمارك ونباتك ، وقال لهما : افعلا ما آمركما طوعاً وإلا ألجأتكما إلى ذلك حتى تفعلاه كرهاً فأجابتا بالطوع ، و { قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } ، ولم يقل طائعتين ، لأنه ذهب به إلى السموات والأرض ومن فيهن ، مجازه : أتينا بما فينا طائعين ، فلما وصفهما بالقول أجراهما في الجمع مجرى من يعقل .