Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 67-77)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلأَخِلاَّءُ } ، على المعصية في الدنيا ، { يَوْمَئِذٍ } ، يوم القيامة ، { بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } ، إلا المتحابين في الله عزّ وجلّ على طاعة الله عزّ وجلّ . أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرني عقيل بن محمد بن أحمد ، أن أبا الفرج البغدادي القاضي أخبرهم عن محمد بن جرير ، حدثنا ابن عبد الأعلى ، عن قتادة ، حدثنا أبو ثور عن معمر عن قتادة عن أبي إسحاق أن علياً قال في هذه الآية : خليلان مؤمنان وخليلان كافران ، فمات أحد المؤمنين فقال : يا رب إن فلاناً كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر ، ويخبرني أني ملاقيك ، يا رب فلا تضله بعدي واهده كما هديتني وأكرمه كما أكرمتني ، فإذا مات خليله المؤمن جُمع بينهما ، فيقول : ليثنِ أحدكما على صاحبه ، فيقول : نِعْمَ الأخ ، ونعم الخليل ، ونعم الصاحب ، قال : ويموت أحد الكافرين ، فيقول : يا رب إن فلاناً كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك ، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ، ويخبرني أني غير ملاقيك ، فيقول بئس الأخ ، وبئس الخليل ، وبئس الصاحب . { يٰعِبَادِ } ، أي فيقال لهم : يا عبادي ، { لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } ، ورُوي عن المعتمر بن سليمان عن أبيه قال : سمعت أن الناس حين يبعثون ليس منهم أحد إلا فزع ، فينادي منادٍ : { يٰعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } ، فيرجوها الناس كلهم فيتبعها : { ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِـئَايَـٰتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ } ، فييأسُ الناسُ منها غير المسلمين . فيقال لهم : { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ تُحْبَرُونَ } ، تسرون وتنعمون . { يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَـٰفٍ } ، جمع صحفة وهي القصعة الواسعة ، { مِّن ذَهَبٍ وأكوابٍ } ، جمع كوب وهو إناء مستدير مدور الرأس لا عرى لها ، { وَفِيهَا } ، أي في الجنة ، { مَا تَشْتَهِى ٱلأَنْفُسُ } ، قرأ أهل المدينة والشام وحفص ( تشتهيه ) ، وكذلك في مصاحفهم ، وقرأ الآخرون بحذف الهاء . { وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } . أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا عبد الله بن محمود ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن عبد الرحمن بن سابط قال : " قال رجل : يا رسول الله أفي الجنة خيل ؟ فإني أحب الخيل ، فقال : « إن يدخلك الله الجنة لا تشاء أن تركب فرساً من ياقوتة حمراء فتطير بك في أي الجنة شئت ، إلاّ فعلتَ » ، فقال أعرابي : يا رسول الله أفي الجنة إبل ؟ فقال : « يا أعرابي إن يدخلك الله الجنة أصبت فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك » " . { وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِىۤ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَـٰكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ } وفي الحديث : " لا ينزع رجل من الجنة من ثمرة إلا نبت مكانها مثلاها " . { إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ } ، المشركين ، { فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدُونَ * لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَـٰهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّـٰلِمِينَ * وَنَادَوْاْ يٰمَـٰلِكُ } ، يدعون خازن النار ، { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } ، ليمتنا ربك فنستريح فيجيبهم مالك بعد ألف سنة ، { قَالَ إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ } ، مقيمون في العذاب . أخبرنا محمد ابن عبد الله بن أبي توبة ، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحارث ، أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا عبد الله بن محمود ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن سعيد بن أبي عَرُوبة ، عن قتادة يذكره عن أبي أيوب ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنّ أهل النار يدعون مالكاً فلا يجيبهم أربعين عاماً ، ثم يردّ عليهم إنكم ماكثون ، قال : هانت - والله - دعوتهم على مالك وعلى رب مالك ، ثم يدعون ربهم فيقولون : ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوماً ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون ، قال : فيسكت عنهم قدر الدنيا مرتين ، ثم يرد عليهم : اخسؤوا فيها ولا تكلمون ، قال : فوالله ما نبس القوم بعدها بكلمة ، وما هو إلا الزفير والشهيق في نار جهنم ، فشبه أصواتهم بأصوات الحمير ، أولها زفير وآخرها شهيق .