Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 78-83)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَقَدْ جِئْنَـٰكُم بِٱلْحَقِّ } ، يقول أرسلنا إليكم يا معشر قريش رسولنا بالحق ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَـٰرِهُونَ } . { أَمْ أَبْرَمُوۤاْ } ، أم أحكموا ، { أَمْراً } ، في المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم ، { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } ، محكمون أمراً في مجازاتهم ، قال مجاهد : إن كادُوا شراً كدتهم مثله . { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ ونَجْوَاهُم } ، ما يسرونه من غيرهم ويتناجون به بينهم ، { بَلَىٰ } ، نسمع ذلك ونعلم ، { وَرُسُلُنَا } ، أيضاً من الملائكة يعني الحفظة ، { لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } . { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَـٰبِدِينَ } ، يعني إن كان للرحمن ولد في قولكم وعلى زعمكم ، فأنا أول من عبده فإنه واحد لا شريك له ولا ولد . وروي عن ابن عباس : { إِنْ كَانَ } أي ما كان للرحمن ولد ، فأنا أول العابدين الشاهدين له بذلك ، جعل : " إنْ " بمعنى الجحد . وقال السدي : معناه لو كان للرحمن ولد فأنا أول من عبده بذلك ، ولكن لا ولد له . وقيل : " العابدين " بمعنى الآنفين ، أي أنا أول الجاحدين والمنكرين لما قلتم . ويقال : معناه : أنا أول من غضب للرحمن أن يقال له ولد ، يقال : عبد يعبد إذا أنف وغضب . وقال قوم : قلّ ما يُقال : عَبَدَ فهو عابد ، إنما يقال : فهو عَبْدٌ . ثم نزه نفسه فقال : { سُبْحَـٰنَ رَبِّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } عما يقولون من الكذب . { فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ } ، في باطلهم ، { وَيَلْعَبُواْ } ، في دنياهم ، { حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِى يُوعَدُونَ } ، يعني يوم القيامة .