Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 19-27)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللهِ } ، أي لا تتجبروا عليه بترك طاعته ، { إِنِّىۤ ءَاتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } ، ببرهان بيّن على صدق قولي ، فلما قال ذلك توعدوه بالقتل . فقال : { وَإِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } ، أي : تَقْتُلوني ، وقال ابن عباس : تشتموني وتقولوا هو ساحر . وقال قتادة : ترجموني بالحجارة . { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِى فَٱعْتَزِلُونِ } ، فاتركوني لا معي ولا عليَّ . وقال ابن عباس : فاعتزلوا أذايَ باليد واللسان ، فلم يؤمنوا . { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلآءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } ، مشركون فأجابه الله وأمره أن يسري , فقال : { فَأَسْرِ بِعِبَادِى لَيْلاً } ، أي ببني إسرائيل ، { إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } ، يتبعكم فرعون وقومه . { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ } ، إذا قطعته أنت وأصحابك ، { رَهْواً } ، ساكناً على حالته وهيئته ، بعد أن ضربته ودخلته ، معناه : لا تأمره أن يرجع ، اتركه حتى يدخله آل فرعون ، وأصل " الرهو " : السكون . وقال مقاتل : معناه اترك البحر رهواً راهيا أي : ساكناً ، فسمي بالمصدر ، أي ذَا رَهْوٍ ، وقال كعب : اتركه طريقاً . قال قتادة : طريقاً يابساً . قال قتادة : لما قطع موسى البحر عطف ليضرب البحر بعصاه ليلتئم وخاف أن يتبعه فرعون وجنوده ، فقيل له : اترك البحر رهواً كما هو ، { إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } ، أخبر موسى أنه يغرقهم ليطمئن قلبه في تركه البحر كما جاوزه ، ثم ذكر ما تركوا بمصر . فقال : { كَمْ تَرَكُواْ } ، يعني بعد الغرق ، { مِن جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } ، مجلس شريف ، قال قتادة : الكريم الحسن . { وَنَعْمَةٍ } ، ومتعة وعيش لين ، { كَانُواْ فِيهَا فَـٰكِهِينَ } ، ناعمين وفكهين أشرين بطرين .