Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 109-110)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ { يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ } وهو يوم القيامة ، { فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ } ، أي : ماذا أجابَتكُم أمتُكم ؟ ومَا الذي ردّ عليكم قومُكم حين دعوتموهم إلى توحيدي وطاعتي ؟ { قَالُواْ } ، أي : فيقولون ، { لاَ عِلْمَ لَنَآ } ، قال ابن عباس معناه : لا علم لنا إلا العلم الذي أنت أعلم به منّا ، وقيل : لا علم لنا بوجه الحكمة عن سؤالك إيّانا عن أمرٍ أنت أعلم به منّا ، وقال ابن جريج : لا علم بنا بعاقبة أمرهم وبما أحدثوا من بعد ، دليله أنه قال : { إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلْغُيُوبِ } ، أي : أنتَ الذي تعلم ما غاب ونحن لا نعلم إلا ما نشاهد . أخبرنا عبدالواحد المليحي أنا أحمد بن عبدالله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا مسلم بن إبراهيم أنا وُهَيْب أنا عبدالعزيز عن أنس رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لَيَرِدَنّ عليّ ناسٌ من أصحابي الحوضَ حتى إذا عرفتُهُم اختلجوا دوني ، فأقول : أصحابي ، فيقال : لا تدري ما أحدثوا بعدك " . وقال ابن عباس والحسن ومجاهد والسدي : إن للقيامة أهوالاً وزلازل تزول فيها القلوب عن مواضعها ، فيفزعون من هول ذلك اليوم ويذهلون عن الجواب ، ثم بعدما ثَابت إليهم عقولهم يشهدون على أممهم . قوله تعالىٰ : { إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ } , قال الحسن : ذكر النعمة شكرها ، وأراد بقوله : { نِعْمَتِى } ، أي : نِعَمي ، [ قال الحسن ] : لفظة واحد ومعناه جمع ؛ كقوله تعالى ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ) ، { وَعَلَىٰ وَٰلِدَتِكَ } ، مريم ثم ذكر النعم فقال : { إِذْ أَيَّدتُّكَ } ، قوّيتك ، { بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ } ، يعني : جبريل عليه السلام ، { تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ } ، يعني : وتكلم الناس ، { فِى ٱلْمَهْدِ } ، صبياً ، { وَكَهْلاً } ، نبياً قال ابن عباس : أرسله الله وهو ابن ثلاثين سنة ، فمكث في رسالته ثلاثين شهراً ثم رفعه الله إليه ، { وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَـٰبَ } ، يعني : الخط ، { وَٱلْحِكْمَةَ } ، يعني : العلم والفهم ، { وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ } ، تجعل وتصوّر ، { مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ } ، كصورة الطير ، { بِإِذْنِى فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً } ، حيّاً يطير ، { بِإِذْنِى وَتُبْرِىءُ } ، وتصحح ، { ٱلأَكْمَهَ وَٱلأَبْرَصَ بِإِذْنِى وَإِذْ تُخْرِجُ ٱلْمَوتَىٰ } ، من قبورهم أحياء ، { بِإِذْنِى وَإِذْ كَفَفْتُ } ، منعت وصرفت ، { بَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ } ، يعني : اليهود ، { عَنكَ } ، حين همُّوا بقتلك ، { إِذْ جِئْتَهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ } ، يعني : بالدلالات والمعجزات ، وهي التي ذكرنا . { فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } ، يعني : ما جاءهم به من البينات ، قرأ حمزة والكسائي { ساحر مبين } ها هنا وفي سورة هود والصف ، فيكون راجعاً إلى عيسى عليه السلام ، وفي هود يكون راجعاً إلى محمد صلى الله عليه وسلم .