Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 111-112)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى ٱلْحَوَارِيِّينَ } ، ألهمتُهم وقذفت في قلوبهم ، وقال أبو عبيدة يعني أمرت و { إِلى } صلة ، والحواريون خواص أصحاب عيسى عليه السلام ، { أَنْ ءَامِنُواْ بِى وَبِرَسُولِى } ، [ عيسى ] ، { قَالوا } حين وفقتهم { ءَامَنَّا وَٱشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } . { إِذْ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ } ، قرأ الكسائي " هل تستطيع " بالتاء " ربَّك " بنصب الباء هي قراءة علي وعائشة وابن عباس ومجاهد ، أي : هل تستطيع أن تدعو وتسأل ربك ، وقرأ الآخرون " هل يستطيع " بالياء ، و " وربُّك " برفع الباء ، ولم يقولوه شاكّين في قدرة الله عزّ وجلّ ، ولكن معناه هل ينزل ربك أم لا ؟ كما يقول الرجل لصاحبه هل تستطيع أن تنهض معي وهو يعلم أنه يستطيع ، وإنما يريد هل يفعل ذلك أم لا ، وقيل : يستطيع بمعنى يطيع ، يقال : أطاع واستطاع بمعنى واحد ، كقوله : أجاب واستجاب ، معناه : هل يطيعك ربك بإجابة سؤالك ؟ وفي الآثار من أطاع الله أطاعه الله ، وأجرى بعضهم على الظاهر ، فقالوا : غلط القوم ، وقالوه قبل استحكام المعرفة وكانوا بشراً ، فقال لهم عيسى عليه السلام : عند الغلط استعظاماً لقولهم { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } ، أي : لا تشكّوا في قدرته . { أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } ، المائدة الخوان الذي عليه الطعام ، وهي فاعلة من : مادَهُ يميدُهُ إذا أعطاه وأطعمه ، كقوله ماره يميره ، وامتاد : افتعل منه ، والمائدة هي الطعمة للآكلين الطعام ، وسمي الطعام أيضاً مائدة على الجواز ، لأنه يؤكل على المائدة ، وقال أهل الكوفة : سُمّيت مائدة لأنها تميد بالآكلين ، أي : تميل ، وقال أهل البصرة : فاعلة بمعنى المفعول ، يعني : ميد بالآكلين إليها ؛ كقوله تعالى ( عيشة راضية ) ، أي : مرضية ، { قَال } عيسى عليه السلام مجيباً لهم : { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } ، فلا تشكّوا في قدرته ، وقيل : اتّقوا اللَّهَ أن تسألوه شيئاً لم يسأله الأمم قبلكم ، فنهاهم عن اقتراح الآيات بعد الإيمان .