Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 17-22)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَنَعِيمٍ * فَـٰكِهِينَ } معجبين بذلك ناعمين ، { بِمَآءَاتَـٰهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَـٰهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } ، ويقال لهم : { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئاً } ، مأمون العاقبة من التخمة والسقم ، { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } . { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ } ، موضوعة بعضها إلى جنب بعض ، { وَزَوَّجْنَـٰهُم بِحُورٍ عِينٍ } . { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَـٰنٍ } ، قرأ أبو عمرو : " وأتبعناهم " ، بقطع الألف على التعظيم ، " ذرياتِهم " ، بالألف وكسر التاء فيهما لقوله : " ألحقنا بهم " " وما ألتناهم " ، ليكون الكلام على نسق واحد . وقرأ الآخرون : " واتّبعتهم " بوصل الألف وتشديد التاء بعدها وسكون التاء الأخيرة . ثم اختلفوا في " ذريتهم " : قرأ أهل المدينة الأولى بغير ألف وضم التاء ، والثانية بالألف وكسر التاء ، وقرأ أهل الشام ويعقوب كلاهما بالألف وكسر التاء في الثانية . وقرأ الآخرون بغير ألف فيهما ورفع التاء في الأولى ونصبها في الثانية . واختلفوا في معنى الآية : فقال قوم : معناها والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان يعنى : أولادهم الصغار والكبار ، فالكبار بإيمانهم بأنفسهم ، والصغار بإيمان آبائهم ، فإن الولد الصغير يحكم بإسلامه تبعاً لأحد الأبوين { أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } المؤمنين في الجنة بدرجاتهم وإن لم يبلغوا بأعمالهم درجات آبائهم تكرمةً لآبائهم لتقرَّ بذلك أعينهم . وهي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم . وقال آخرون : معناه والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم البالغون بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم الصغار الذين لم يبلغوا الإِيمان بإيمان آبائهم . وهو قول الضحاك ، ورواية العوفي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، أخبر الله عزَّ وجلّ أنه يجمع لعبده المؤمن ذريته في الجنة كما كان يحبُّ في الدنيا أن يجتمعوا إليه ، يدخلهم الجنة بفضله ويلحقهم بدرجته بعمل أبيه ، من غير أن ينقص الآباء من أعمالهم شيئاً ، فذلك قوله : { وَمَآ أَلَتْنَـٰهُمْ } ، قرأ ابن كثير بكسر اللام ، والباقون بفتحها أي ما نقصناهم يعني الآباء ، { مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَىْءٍ } . أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني الحسين بن محمد بن عبد الله الحديثي ، حدثنا سعيد بن محمد بن إسحاق الصيرفي ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا جبارة من المغلس حدثنا قيس بن الربيع حدثنا عمرو بن مرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل ، لتقرَّ بهم عينه " ، ثم قرأ : { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَـٰنٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } ، إلى آخر الآية . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن فنجويه الدينوري ، حدثنا أبو بكر بن مالك القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن فضيل عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي رضي الله عنه قال : " سألت خديجة رضي الله تعالى عنها النبي صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتَا لها في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هما في النار " ، فلما رأى الكراهة في وجهها ، قال : " لو رأيتِ مكانَهما لأبغضتِهما " ، قالت : يا رسول الله فولدي منك ؟ قال : " في الجنة " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المؤمنين وأولادهم في الجنة ، وإن المشركين وأولادهم في النار " ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَـٰنٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } . { كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } ، قال مقاتل : كل امرئ كافر بما عمل من الشرك مرتهن في النار ، والمؤمن لا يكون مرتهناً ، لقوله عزّ وجلّ : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحَـٰبَ ٱلْيَمِينِ } ثم ذكر ما يزيدهم من الخير والنعمة فقال : { وَأَمْدَدْنَـٰهُم بِفَـٰكِهَةٍ } ، زيادة على ما كان لهم { وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } ، من أنواع اللحمان .