Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 33-37)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ } ، أي : يخلق القرآن من تلقاء نفسه ، " والتَّقَوُّل " : تكلّف القول ، ولا يستعمل ذلك إلاّ في الكذب ، ليس الأمر كما زعموا ، { بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ } ، بالقرآن استكباراً . ثم ألزمهم الحجة فقال : { فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ } ، أي : مثل القرآن ونظمه وحسن بيانه ، { إِن كَانُواْ صَـٰدِقِينَ } ، أنَّ محمداً يقوله من قِبَل نفسه . { أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ } ، قال ابن عباس : من غير ربٍّ ، ومعناه : أخلقوا من غير شيءٍ خَلَقَهم فوُجدُوا بلا خالق ؟ وذلك مما لا يجوز أن يكون ، لأن تعلق الخلق بالخالق من ضرورة الاسم ، فإن أنكروا الخالق لم يجز أن يوجدوا بلا خالق ، { أَمْ هُمُ ٱلْخَـٰلِقُونَ } ، لأنفسهم وذلك في البطلان أشد ، لأن ما لا وجود له كيف يخلق . فإذا بطل الوجهان قامت الحجة عليهم بأن لهم خالقاً فلْيُؤمنوا به ، ذكر هذا المعنى أبو سليمان الخطابي . وقال الزجَّاج : معناه أخُلِقُوا باطلاً لا يحاسبون ولا يُؤمرون ؟ وقال ابن كيسان : أخُلقوا عبثاً وتُركوا سُدىً لا يُؤمرون ولا ينهون ، فهو كقول القائل : فعلت كذا وكذا من غير شيء ، أي : لغير شيء ، أم هم الخالقون لأنفسهم فلا يجب عليهم لله أمرٌ ؟ { أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } ، فيكونوا هم الخالقين ، ليس الأمر كذلك ، { بَل لاَّ يُوقِنُونَ } . { أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ } ، قال عكرمة : يعني النبوة . قال مقاتل : أبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاؤوا ؟ قال الكلبي : خزائن المطر والرزق ، { أَمْ هُمُ ٱلْمُسَيْطِرُونَ } ، المسلطون الجبارون ، قال عطاء : أرباب قاهرون فلا يكونوا تحت أمرٍ ونهيٍ ، يفعلون ما شاؤوا ، ويجوز بالسين والصاد جميعاً ، وقرأ ابن عامر بالسين هاهنا وفي قوله : " بمسيطر " ، وقرأ حمزة بإشمام الزاي فيهما ، وقرأ ابن كثير هاهنا بالسين و " بمصيطر " بالصاد ، وقرأ الآخرون بالصاد فيهما .