Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 14-17)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا } ، أي : بمرأى منّا . وقال مقاتل بن حيان : بحفظنا ، ومنه قولهم للمودَّع : عين الله عليك . وقال سفيان : بأمرنا . { جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ } ، قال مقاتل بن حيان يعني : فعلنا به وبهم من إنجاء نوح وإغراق قومه ثواباً لمن كان كفر به وجحد أمره ، وهو نوح عليه السلام ، وقيل : " مَنْ " بمعنى ما ، أي : جزاء لما كان كفر من أيادي الله ونعمه عند الذين أغرقهم ، أو جزاء لِمَا صنع بنوح وأصحابه . وقرأ مجاهد : " جزاء لمن كان كَفَر " بفتح الكاف والفاء ، يعني كان الغرق جزاء لمن كان كفر بالله وكذب رسوله . { وَلَقَدْ تَّرَكْنَـٰهَآ } ، يعني : الفعلة التي فعلنا ، { ءايَةً } ، يُعتَبَر بها . وقيْل : أراد السفينة . قال قتادة : أبقاها الله بباقر دي من أرض الجزيرة . عبرةً وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة ، { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } ، أي : متذكر متعظ معتبر خائف مثل عقوبتهم . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا زهير عن أبي إسحاق أنه سمع رجلاً سأل الأسود عن قوله : { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } ، أو مذكر ؟ قال : سمعت عبد الله يقرؤها " فهل من مُدّكر " ، وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها : " فهل من مُدّكر " ، دَالاً . { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ } ، أي : إنداري . قال الفرَّاء : الإِنذار والنذر مصدران ، تقول العرب : أنذرت إنذاراً ونذراً ، كقولهم أنفقت إنفاقاً ونفقة ، وأيقنت إيقاناً ويقيناً ، أُقيم الاسم مقام المصدر . { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا } ، سهلنا ، { ٱلْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ } ، ليتذكر ويعتبر به ، وقال سعيد بن جبير : يسرناه للحفظ والقراءة ، وليس شيء من كتب الله يقرأ كله ظاهراً إلا القرآن . { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } ، متعظ بمواعظه .