Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 29-29)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَسْأَلُهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ، من ملك وإنس وجن . وقال قتادة : لا يستغني عنه أهل السماء والأرض . قال ابن عباس : فأهل السموات يسألونه المغفرة ، وأهل الأرض يسألونه الرحمة والرزق والتوبة والمغفرة . وقال مقاتل : يسأله أهل الأرض الرزق والمغفرة ، وتسأله الملائكة أيضاً لهم الرزق والمغفرة . { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ } ، قال مقاتل : نزلت في اليهود حين قالوا إن الله لا يقضي يوم السبت شيئاً . قال المفسرون : من شأنه أن يحيي ويميت ، ويرزق ، ويعزّ قوماً ، ويذلّ قوماً ، ويشفي مريضاً ، ويفك عانياً ويفرج مكروباً ، ويجيب داعياً ، ويعطي سائلاً ، ويغفر ذنباً إلى ما لا يحصى من أفعاله وإحداثه في خلقه ما يشاء . أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي - إملاءً - أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى البزاز ، أخبرنا يحيى بن الربيع المكي ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، أخبرنا أبو حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : إن ممّا خلق الله عزّ وجلّ لوحاً من درة بيضاء ، دفتاه ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابهُ نور ، ينظر الله عزّ وجلّ فيه كل يوم ثلاث مائة وستين نظرة ، يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويعزّ ويذلّ ويفعل ما يشاء ، فذلك قوله : { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ } . قال سفيان بن عيينة : الدهر كله عند الله يومان أحدهما مدة أيام الدنيا والآخرُ يوم القيامة ، فالشأن الذي هو فيه اليوم الذي هو مدة الدنيا : الإِخبار بالأمر والنهي ، والإِحياء والإِماتة ، والإِعطاء والمنع ، وشأن يوم القيامة : الجزاء والحساب ، والثواب والعقاب . وقيل : شأنه جلّ ذكره أنه يخرج في كل يوم وليلة ثلاثة عساكر ، عسكراً من أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات ، وعسكراً من الأرحام إلى الدنيا ، وعسكراً من الدنيا إلى القبور ، ثم يرتحلون جميعاً إلى الله عز وجل . قال الحسين بن الفضل : هو سَوْق المقادير إلى المواقيت . وقال أبو سليمان الداراني في هذه الآية : كل يوم له إلى العبيد برّ جديد .