Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 131-134)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذَٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ } أي : ذلك الذي قصصنا عليك من أمر الرسل وعذاب من كذبهم ، لأنه لم يكنْ ربُّك مُهلكَ القرى بظلمٍ ، [ أي : لم يكن مهلكهم بظلم ] ، أي : بشركِ من أشرك ، { وَأَهْلُهَا غَـٰفِلُونَ } ، لم ينذروا حتى نبعث إليهم رسلاً ينذرونهم . وقال الكلبي : لم يهلكهم بذنوبهم من قبل أن يأتيهم الرسل . وقيل : معناه ما لم يكن ليهلكهم دون التنبيه والتذكير بالرسل فيكون قد ظلمهم ، وذلك أن الله تعالى أجرى السنة أن لا يأخذ أحداً إلاّ بعد وجود الذنب ، وإنما يكون مذنباً إذا أُمر فلم يأتمر ونُهي فلم ينته ، يكون ذلك يكون بعد إنذار الرسل . { وَلِكُلٍّ دَرَجَـٰتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ } ، يعني : في الثواب والعقاب على قدر أعمالهم في الدنيا ، فمنهم من هو أشدّ عذاباً ومنهم من هو أجزل ثواباً ، { وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } ، قرأ ابن عامر تعملون بالتاء والباقون بالياء . { وَرَبُّكَ ٱلْغَنِىُّ } ، عن خلقه ، { ذُو ٱلرَّحْمَةِ } ، قال ابن عباس : [ ذو الرحمة ] بأوليائه وأهل طاعته ، وقال الكلبي : بخلقه ذو التجاوز ، { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } ، يهلككم ، وعيد لأهل مكة ، { وَيَسْتَخْلِفْ } ، [ يخلق ] وينشيء ، { مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَآءُ } ، خلقاً غيركم أمثل وأطوع ، { كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ ءَاخَرِينَ } ، أي : آبائهم الماضين قرناً بعد قرن . { إِنَّ مَا تُوعَدُونَ } ، أي : ما توعدون من مجيء الساعة والحشر ، { لأَتٍ } ، كائن ، { وَمَآ أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } ، أي : بفائِتين ، يعني : يدرككم الموت حيث ما كنتم .