Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 12-17)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَنَّا ظَنَنَّآ } ، علمنا وأيقنا ، { أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِى ٱلأَرْضِ } ، أي : لن نفوته إن أراد بنا أمراً ، { وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً } ، إن طلبنا . { وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ } ، القرآن وما أتى به محمد ، { ءَامَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً } ، نقصاناً من عمله وثوابه ، { وَلاَ رَهَقاً } ، ظلماً . وقيل : مكروهاً يغشاه . { وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ } ، وهم الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، { وَمِنَّا ٱلقَـٰسِطُون } ، الجائرون العادلون عن الحق . قال ابن عباس : هم الذين جعلوا لله نداً ، يقال : أقسط الرجل إذا عدل فهو مقسط ، وقسط إذا جار فهو قاسط , { فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً } ، أي قصدوا طريق الحق وتوخَّوه . { وَأَمَّا ٱلْقَـٰسِطُونَ } ، الذين كفروا ، { فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً } ، كانوا وقود النار يوم القيامة . ثم رجل إلى كفار مكة فقال : { وَأَن لَّوِ ٱسْتَقَـٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ } ، اختلفوا في تأويلها ، فقال قوم : لو استقاموا على طريقة الحق والإيمان والهدى فكانوا مؤمنين مطيعين ، { لأَسْقَيْنَـٰهُم مَّآءً غَدَقاً } ، كثيراً ، قال مقاتل : وذلك بعدما رُفع عنهم المطر سبع سنين . وقالوا معناه لو آمنوا لَوسّعنا عليهم في الدنيا وأعطيناهم مالاً كثيراً وعيشاً رغداً ، وضرب الماء الغدق مثلاً , لأن الخير والرزق كله في المطر ، كما قال : { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ } [ المائدة : 66 ] . وقال : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } [ الأعراف : 96 ] . وقوله تعالى : { لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } ، أي : لنختبرهم كيف شكرهم فيما خُوِّلوا . وهذا قول سعيد ابن المسيب وعطاء بن أبي رباح والضحاك وقتادة ومقاتل والحسن . وقال آخرون : معناها وأن لو استقاموا على طريقة الكفر والضلالة لأعطيناهم مالاً كثيراً , ولوسعنا عليهم لنفتنهم فيه عقوبةً لهم واستدراجاً حتى يفتتنوا بها فنعذبهم ، وهذا قول الربيع بن أنس وزيد بن أسلم والكلبي وابن كيسان ، كما قال الله : { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَىْءٍ } الآية [ الأنعام : 44 ] . { وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ } ، قرأ أهل الكوفة ويعقوب : " يسلكه " بالياء ، وقرأ الآخرون بالنون ، أي : ندخله ، { عَذَاباً صَعَداً } ، قال ابن عباس : شاقاً ، والمعنى ذا صعد , أي : ذا مشقة . قال قتادة : لا راحة فيه . وقال مقاتل : لا فرح فيه . قال الحسن : لا يزداد إلا شدة . والأصل فيه أن الصعود يشق على الناس .