Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 35-39)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ } ، يعني أن سقر لإحدى الأمور العظام ، وواحد الكُبَر : كبرى ، قال مقاتل والكلبي : أراد بالكُبَر : دركات جهنم وهي سبعة : جهنم , ولظى , والحطمة , والسعير , وسقر , والجحيم , والهاوية . { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } ، يعني النار نذيراً للبشر , قال الحسن : والله ما أنذر الله بشيء أدهى منها . وهو نصب على القطع من قوله : " لإحدى الكبر " لأنها معرّفة ، و " نذيراً " نكرة ، قال الخليل : النذير مصدر كالنكير ، ولذلك وصف به المؤنث ، وقيل : هو من صفة الله سبحانه وتعالى ، مجازه : وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة نذيراً للبشر أي إنذاراً لهم . قال أبو رزين يقول أنا لكم منها نذير ، فاتقوها . وقيل : هو صفة محمد صلى الله عليه وسلم معناه : يا أيها المدثر قم نذيراً للبشر ، فأنذر ، وهذا معنى قول ابن زيد . { لِمَن شَآءَ } ، بدل من قوله " للبشر " : { مِنكُمْ أَن يتقَدَّمَ } ، في الخير والطاعة ، { أَوْ يَتَأخَّرَ } ، عنها في الشر والمعصية ، والمعنى : أن الإنذار قد حصل لكل واحدٍ ممن آمن أو كفر . { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } ، مرتهنة في النار بكسبها مأخوذة بعملها . { إِلاَّ أَصْحَـٰبَ ٱلْيَمِينِ } ، فإنهم لا يرتهنون بذنوبهم في النار ولكن يغفرها الله لهم . قال قتادة : علق الناس كلهم إلا أصحاب اليمين . واختلفوا فيهم : روي عن علي رضي الله عنه أنهم أطفال المسلمين . وروى أبو ظبيان عن ابن عباس : هم الملائكة . وقال مقاتل : هم أصحاب الجنة الذين كانوا على يمين آدم يوم الميثاق ، حين قال الله لهم : هؤلاء في الجنة ولا أبالي . وعنه أيضاً : هم الذين أعطوا كتبهم بأيمانهم ، وعنه أيضاً : هم الذين كانوا ميامين على أنفسهم . وقال الحسن : هم المسلمون المخلصون . وقال القاسم : كل نفس مأخوذة بكسبها من خير أو شر إلا من اعتمد على الفضل ، وكل من اعتمد على الكسب فهو رهين به ، ومن اعتمد على الفضل فهو غير مأخوذ به .