Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 3-4)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَـٰنُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ } , نزلت في عدي بن ربيعة , حليف بني زهرة , ختن الأخنس بن شريق الثقفي ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم اكفني جارَي السوء " ، يعني : عدياً والأخنس . وذلك أن عدي بن ربيعة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد حدثني عن القيامة متى تكون وكيف أمرها وحالها ؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك ولم أؤمن بك أو يجمعُ الله العظام ؟ فأنزل الله عزّ وجلّ : { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَـٰنُ } يعني الكافر { أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَه } بعد التفرق والبلى فنحييه ، قيل : ذكر العظام وأراد نفسه لأن العظام قالب النفس لا يستوي الخلق إلا باستوائها . وقيل : هو خارج على قول المنكر أو يجمع الله العظام كقوله : { قَالَ مَن يُحىِ ٱلْعِظَـٰمَ وهِى رَمِيم } [ يس : 78 ] . { بَلَىٰ قَـٰدِرِينَ } ، أي نقدر , استقبالٌ صُرِفَ إلى الحال ، قال الفرَّاء " قادرين " نصب على الخروج من نجمع , كما تقول في الكلام أتحسب أن لا نقوى عليك ؟ بلى قادرين على أقوى منك ، يريد : بل قادرين على أكثر من ذا . مجاز الآية : بلى نقدر على جمع عظامه وعلى ما هو أعظم من ذلك ، وهو : { عَلَىٰ أَن نُّسَوِّىَ بَنَانَه } أنامله , فنجعل أصابع يديه ورجليه شيئاً واحداً كخف البعير وحافر الحمار , فلا يرتفق بها بالقبض والبسط والأعمال اللطيفة كالكتابة والخياطة وغيرها ، هذا قول أكثر المفسرين . وقال الزَّجَّاج وابن قتيبة : معناه : ظن الكافر أنا لا نقدر على جمع عظامه , بلى نقدر على أن نعيد السلاميات على صغرها , فنؤلف بينها حتى نسوي البنان ، فمن قدر على جمع صغار العظام فهو على جمع كبارها أقدر .