Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 59-60)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ } قرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة وحفص " يحسبن " بالياء ، وقرأ الآخرون بالتاء ، " سَبَقوا " ، أي : فاتُوا ، نزلت في الذين انهزموا يوم بدر من المشركين ، فمن قرأ بالياء يقول : " لا يحسبن الذين كفروا " أنفسهم سابقين فائتين من عذابنا ، ومن قرأ بالتاء فعلى الخطاب . قرأ ابن عامر : { إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } ، بفتح الألف ، أي : لأنهم لا يعجزون ، ولا يفوتونني . وقرأ الآخرون بكسر الألف على الابتداء . قوله تعالى : { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ } ، الإعداد : اتّخاذ الشيء لوقت الحاجة . { مِّن قُوَّةٍ } ، أي : من الآلات التي تكون لكم قوة عليهم من الخيل والسلاح . أخبرنا إسماعيل بن عبدالقاهر أنبأنا عبدالغافر بن محمد ، أنا محمد بن عيسى الجلودي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، عن مسلم بن الحجاج ثنا هارون بن معروف ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبي علي ، ثمامة بن شُفَيٍّ أنه سمع عقبة بن عامر يقول : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر : " وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ألا إنّ القوّةَ الرمي ، ألا إنّ القوّة الرمي ، ألا إنّ القوّةَ الرمي " . وبهذا الإسناد قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ستفتح عليكم الروم ويكفيكم الله عزّ وجلّ فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه " . أخبرنا عبدالواحد المليحي ، أنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا أبو نعيم ثنا عبدالرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أُسيد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر حين صففنا لقريش وصفُّوا لنا : " إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل " . أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا منصور محمد بن محمد بن سمعان ، ثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، ثنا حميد بن زنجويه ، ثنا عبدالصمد بن عبد الوارث ، ثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السَّلمي قال : حاصرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم الطائف فسمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من بلغ بسهم في سبيل الله فهو له درجة في الجنّة " ، قال : فبلغت يومئذ ستة عشر سهماً . وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرر " . أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي ، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا أحمد بن منصور الرمادي ، ثنا عبد الرزاق ، أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلام ، عن عبدالله بن زيد الأزرق عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنّ الله يُدخل بالسهم الواحد الجنّة ثلاثة : صانعه ، والممِدَّ به ، والرامي به في سبيل الله " . وروي عن خالد بن زيد عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنّ اللَّهَ يُدخلُ بالسهم الواحد ثلاثةَ نفرٍ في الجنّة : صانعه يحتسب في صنعته الخير ، والرامي به ، ومُنْبِلَهْ ، وارْمُوا وارْكَبُوا ، وأن ترموا أحب إليّ من أن تركبوا ، كل شيء يلهو به الرجل باطل إلاّ رميَهُ بقوسه وتأديبَهُ فرسَهُ وملاعبتَهُ امرأته فإنهنّ من الحق . ومن ترك الرمي بعدما علمه رغبة عنه فإنّه نعمة تركها ، أو قال كفرها " . قوله : { وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ } ، يعني : ربطها واقتناؤها للغزو . وقال عكرمة : القوة الحصون من رباط الخيل الإناث . ورُوي عن خالد بن الوليد أنه كان لا يركب في القتال إلاّ الإناث لقلّة صهيلها . وعن أبي محيريز قال : كان الصحابة رضي الله عنهم يستحبون ذكور الخيل عند الصفوف وإناث الخيل عند البيات والغارات . أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا أبو نعيم ، ثنا زكريا عن عامر ، ثنا عروة البارقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، الأجر والمَغْنَم " . أخبرنا عبدالواحد المليحي أنبأنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا علي بن حفص ، ثنا ابن المبارك ، ثنا طلحة بن أبي سعيد قال : سمعتُ سعيداً المقبري يحدّث أنه سمع أبا هريرة يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مَنِ احتبسَ فرساً في سبيلِ الله إيماناً بالله وتصديقاً بوعده ، فإنّ شِبَعَهُ ، ورَيَّهُ ، ورَوْثَهُ ، وبوله في ميزانه يوم القيامة " . أخبرنا أبو الحسن السرخسي ، أنا زاهر بن أحمد ، أنبأنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنبأنا أبو مصعب ، عن مالك ، عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة : أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : " « الخيل ثلاثة : لرجل أجرٌ ، ولرجل سِتْرٌ وهي لرجل وِزْرٌ ، فأمّا الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيلِ الله ، فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ، ولو أنها قطعت طيلها ذلك فاستنَّتْ شَرفاً أو شرفين ، كانت آثارُها وأرواثُها حسناتٍ له ، ولو أنها مرت بنهر فشربتْ منه ، ولم يُرد أن يسقي به كان ذلك له حسنات ، فهي لذلك أجر ، وأمّا التي هي له سِتْرٌ : فرجلٌ ربطها تغنياً وتعففاً ، ولم يَنْسَ حقّ الله في ظُهورها ولا رقابها ، فهي لذلك سِتْر ، وأمّا التي هي له وِزْرٌ : فرجلٌ ربطها فخراً ورياءً ، ونواءً لأهل الإسلام ، فهي على ذلك وزر » . وسُئلَ رسولُ الله عن الحُمُرِ فقال : « ما أُنزل عليَّ فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة » " { فمن يعملْ مثقالَ ذَرَّةٍ خيراً يَرَهُ ، ومَنْ يَعمل مِثْقال ذَرّةٍ شراً يَرَه } ، { تُرْهِبُونَ بِهِ } تُخوِّفُون { عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ } ، أي : وترهبون آخرين ، { مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } ، قال مجاهد ومقاتل وقتادة : هم بنو قريظة . وقال السدي : هم أهل فارس . وقال الحسن وابن زيد : هم المنافقون ، لا تعلمونهم ، لأنهم معكم يقولون لا إله إلاّ الله . وقيل : هم كفار الجن . { وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ } ، يُوفَّ لكم أجره ، { وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } ، لا تنقص أجوركم .