Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 88, Ayat: 4-7)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تَصْلَىٰ نَاراً } ، قرأ أهل البصرة وأبو بكر : " تُصْلَى " بضم التاء اعتباراً بقوله : { تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ ءَانِيَةٍ } وقرأ الآخرون بفتح التاء ، { نَاراً حَامِيَةً } ، قال ابن عباس : قد حميت فهي تتلظى على أعداء الله . { تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ ءَانِيَةٍ } , متناهية في الحرارة قد أوقدت عليها جهنم منذ خلقت ، فدفعوا إليها وِرْدَاً عطاشاً . قال المفسرون : لو وقعت منها قطرة على جبال الدنيا لذابت . هذا شرابهم ثم ذكر طعامهم فقال : { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } ، قال مجاهد وعكرمة وقتادة : هو نبت ذو شوك لاطئ بالأرض ، تسميه قريش الشبرق فإذا هاج سموها الضريع ، وهو أخبث طعام وأبشعه . وهو رواية العوفي عن ابن عباس . قال الكلبي : لا تقربه دابة إذا يبس . قال ابن زيد : أما في الدنيا فإن " الضريع " : الشوك اليابس الذي يبس له ورق ، وهو في الآخرة شوك من نار ، وجاء في الحديث عن ابن عباس : " الضريع : شيء في النار شبه الشوك أَمرُّ من الصبر ، وأنتن من الجيفة , وأشد حراً من النار . وقال أبو الدرداء والحسن : إن الله تعالى يرسل على أهل النار الجوع حتى يعدل عندهم ما هم فيه من العذاب ، فيستغيثون فيغاثون بالضريع ، ثم يستغيثون فيغاثون بطعام ذي غُصّة ، فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالماء , فيستسقون , فيعطشهم ألف سنة ، ثم يسقون من عين آنية شربة لا هنيئة ولا مريئة ، فلما أدنوه من وجوههم ، سلخ جلود وجوههم وشواها , فإذا وصل إلى بطونهم قطعها فذلك قوله عزّ وجلّ : { وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } [ محمد : 15 ] . قال المفسرون : فلما نزلت هذه الآية قال المشركون : إن إبلنا لتسمن على الضريع ، وكذبوا في ذلك ، فإن الإبل إنما ترعاه ما دام رطباً , وتسمى " شبرقاً " , فإذا يبس لا يأكله شيء . فأنزل الله : { لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ } .