Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 91, Ayat: 7-8)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } ، عدَّل خلقها وسوَّى أعضاءها . قال عطاء : يريد جميع ما خلق من الجن والإنس . { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } ، قال ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة : بيَّن لها الخير والشر . وقال في رواية عطية : علَّمها الطاعة والمعصية . وروى الكلبي عن أبي صالح عنه : عرّفها ما تأتي وما تتقي من الشر . وقال سعيد بن جبير : ألزمها فجورها وتقواها . قال ابن زيد : جعل فيها ذلك , يعني بتوفيقه إياها للتقوى ، وخذلانه إياها للفجور . واختار الزجَّاج هذا ، وحمل الإلهام على التوفيق والخذلان ، وهذا يبيّن أن الله عزّ وجلّ خلق في المؤمن التقوى وفي الكافر الفجور . أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي , أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي , أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله , حدثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله أخبرنا عبد الله بن محمد بن سفيان , حدثنا مسلم بن إبراهيم , أخبرنا عروة بن ثابت الأنصاري ، حدثنا يحيى بن عقيل , عن يحيى بن يعمر , عن الأسود الديلي قال : قال لي عمران بن حصين : أَرَأَيْتَ ما يعمل الناس ويتكادحون فيه أشيءٌ قُضِيَ عليهم ومضى فيهم من قَدَرٍ سبق ؟ أو فيما يُسْتَقْبَلُونَ به مما آتاهم به نبيُّهم وأُكِّدَت عليهم الحُجَّةُ ؟ قلت : بل شيء قد قُضِيَ عليهم ، قال : فهل يكون ذلك ظلماً ؟ قال : ففزعت منه فزعاً شديداً ، وقلت : إنه ليس شيء إلا وهو خَلْقُهُ ومِلْكُ يدِه لا يُسْأل عما يفعل وهم يُسْألون ، فقال لي : سدَّدك الله , إنما سألتك لأختبر عقلك " إن رجلاً من جهينة أو مزينة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس ويتكادحون فيه أشيءٌ قُضِيَ عليهم ومضى فيهم من قدر سبق ؟ أو فيما يُسْتَقْبَلُونَ به مما أتاهم نبيُّهم وأُكِّدت به عليهم الحجة ؟ فقال : " لا بل شيء قد قضي عليهم ومضى فيهم " , قال قلت : ففيم العمل إذاً ؟ قال : من كان الله خَلَقه لإحدى المنزلتين يهيئه الله لها ، وتَصْديقُ ذلك في كتاب الله عزّ وجلّ : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } " . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي , أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح , أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي , حدثنا علي بن الجعد , حدثنا زهير بن معاوية عن أبي الزبير , عن جابر قال : " جاء سُرَاقةُ بن مالك بن جُعْشُم فقال : يا رسول الله بيّن لنا ديننا كأنا خُلقنا الآن ، أرأيتَ عمرتنا هذه ألعامنا هذا أم للأبد ؟ قال : بل للأبد ، قال : يا رسول الله بيّن لنا ديننا كأننا خلقنا الآن فيمَ العملُ اليومَ فيما جفَّتْ به الأقلام وجرت به المقادير ؟ أو فيما يُستقبل ؟ قال : " لا بل فيما جفَّت به الأقلام وجرت به المقادير " , قال : ففيمَ العمل ؟ فقال زهير : فقال كلمة خفيت عليّ ، فسألت عنها نسبتي بعدُ ، فذكر أنه سمعها ، فقال : " اعملوا فإنَّ كُلاًّ ميسَّرٌ لما خُلِقَ له " .