Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 92, Ayat: 7-10)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَسَنُيَسِّرُهُ } ، فسنهيئه في الدنيا ، { لِلْيُسْرَىٰ } ، أي للخَلَّة اليسرى , وهي العمل بما يرضاه الله عزّ وجلّ . { وَأَمَّا مَن بَخِلَ } ، بالنفقة في الخير ، { وَٱسْتَغْنَىٰ } ، عن ثواب الله فلم يرغب فيه { وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ } ، سنهيئه للشر بأن نجزيه على يديه حتى يعمل بما لا يرضي الله ، فيستوجب به النار . قال مقاتل : نعسر عليه أن يأتي خيراً . وروينا عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من نفس منفوسة إلاّ كتب الله مكانها من الجنة أو النار ، فقال رجل : أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : " لا ولكن اعملوا فكل ميسرٌ لما خلق له ، أما أهل الشقاء فييسرون لعمل أهل الشقاء ، وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة " , ثم تلا : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ * وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ } " . قيل : نزلت في أبي بكر الصديق اشترى بلالاً من أمية بن خلف ببردة وعشرة أواق ، فأعتقه فأنزل الله تعالى : { وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } إلى قوله : { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } يعني : سعي أبي بكر وأمية . وروى علي بن حُجْر عن إسحاق عن أبي نجيح عن عطاء ، قال : " كان لرجل من الأنصار نخلة وكان له جار يسقط من بلحها في دار جاره ، وكان صبيانه يتناولون منه , فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " بعنيها بنخلة في الجنة " فأبى , فخرج فلقيه أبو الدحداح ، فقال له : هل لك أن تبيعها بحَشِ البستان ، يعني حائطاً له ، فقال له : هي لك , فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أتشتريها مني بنخلة في الجنة ؟ قال : " نعم " قال : هي لك ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم جارَ الأنصاري فقال : " خذها " . فأنزل الله تعالى : { وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } إلى قوله : { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } " سعى أبي الدحداح والأنصاري صاحب النخلة . { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ } ، يعني أبا الدحداح ، { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ } الثواب { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ } يعني الجنة ، { وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ } يعني الأنصاري ، { وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ } يعني الثواب ، { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ } ، يعني النار .